شتاء الحرب الروسية الأوكرانية.. بين قلق الأفق وأحلام السلام
تستعد أوكرانيا لفصل الشتاء، حيث يبرز القلق في أذهان القادة الأوكرانيين، بما في ذلك الرئيس فولوديمير زيلينسكي، من أن توازن القوى قد يميل لصالح روسيا في هذه الفترة. وفي تصريحات أخيرة، أوضح زيلينسكي أنه لم يحصل بعد على "إذن" من الولايات المتحدة أو المملكة المتحدة لاستخدام صواريخ بعيدة المدى ضد الأهداف الروسية، مشيراً إلى المخاوف من "تصعيد" الوضع.
على الرغم من أن أوكرانيا تطلب من حلفائها الغربيين منذ فترة السماح لها باستخدام هذه الصواريخ لضرب مواقع عسكرية في عمق الأراضي الروسية، إلا أن الحلفاء منقسمون. بينما تؤيد بعض الدول، مثل المملكة المتحدة، هذا الطلب، لا يزال هناك حذر من آخرين. ويعود ذلك إلى تحذيرات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من أن هذا الأمر قد يؤدي إلى "حرب مع دول الناتو".
في سياق متصل، دعا البرلمان الأوروبي الدول الأعضاء في الاتحاد إلى "رفع القيود" المفروضة على استخدام الأسلحة، مما أثار ردود فعل من روسيا، حيث حذر رئيس مجلس الدوما فياتشيسلاف فولودين من أن هذا قد يؤدي إلى "حرب عالمية بالأسلحة النووية".
وفي الوقت الذي تستعد فيه أوكرانيا لمواجهة صيفها القاسي، يعبر زيلينسكي عن أمله في أن يدعم الرئيس الأمريكي جو بايدن خطته لإنهاء الحرب، حيث يعتزم طرح قمة دولية للسلام تضم روسيا.
ومع أن القوات الأوكرانية تمكنت من تحقيق انتصارات مفاجئة في بعض المناطق، فإن التحديات مستمرة، خاصة في شرق أوكرانيا، حيث تواجه صعوبات في مواجهة القوات الروسية التي تسيطر على المزيد من الأراضي.
تظل مدينة بوكروفسك، التي كانت تضم نحو 60 ألف نسمة، في وضع صعب، حيث تقترب القوات الروسية منها. وقد تحولت شوارعها إلى مناطق مهجورة، مع بقاء حوالي 16 ألف شخص فيها، تسعى السلطات لإقناعهم بالمغادرة.