اتحاد العالم الإسلامي
اتحاد العالم الإسلامي
رئيس مجلس الإدارة د. محمد أسامة هارون مدير التحرير التنفيذي محمد سلامة

مفتي البوسنة: «استباق الخيرات» محرك الحضارة الإسلامية

مفتي البوسنة
مفتي البوسنة

ألقى الدكتور مصطفى إبراهيم سيرتش، المفتي العام السابق للبوسنة، كلمةً خلال الجلسة العلمية الثالثة للمؤتمر العالمي التاسع للإفتاء بعنوان "البناء الأخلاقي في الإسلام ودور الفتوى في تعزيزه".

و تناول في كلمته دور المفتي في معالجة أزمة الإنسانية من خلال تعزيز الأخلاق الحميدة والمبادئ الإنسانية.

أوضح مفتي البوسنة، في كلمته أن المفتي هو وارث لحديث النبي ﷺ: "الدين النصيحة لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم".

وتابع أن دور المفتي في المجتمع يأتي قبل دور القاضي، حيث يساهم في تربية الإنسان على الأخلاق الحميدة والمبادئ الإنسانية الكريمة.

وأكد أن فتوى المفتي، إذا كانت عن رضا نفس الإنسان، فهي ملزمة له بموجب إيمانه وأخلاقه، في حين أن حكم القاضي ملزم بموجب القانون.

كما استعرض مفتي البوسنة السابق النقاط الهامة في مواجهة الأزمة الأخلاقية والإنسانية التي يعاني منها ضمير العالم اليوم

وأكد أن الحضارة الإسلامية قد تأسست واستمرت بفضل السباق في الخيرات الأخلاقية والإنسانية والثقافية.وأضاف أن الدين الإسلامي هو منبع الفكر الديني الصحيح، حيث بادر بالإصلاحات الروحية والاجتماعية في القرن الثامن الميلادي، مما أسهم في تحقيق الإصلاح الديني الأكبر في أوروبا

أشار مفتي البوسنة، إلى أن الفيلسوف الإيطالي جيوفاني بيكو ديلا ميراندولا، المعروف بأب الإنسانية، كان له جد عربي وعبقري لقنه عن روعة الإنسان وكرامته التي أكرمه الله بها بخلقه في أحسن تقويم.

وأكد أن أزمة الإنسانية الحالية تعكس تدهور القيم الروحية التي حلت محلها المنافع الأنانية المادية، حيث لم تعد قيمة الإنسان تُقاس إلا بقوة الغاشمة على حساب الحقوق الإنسانية المشروعة، وخاصة في غزة وفلسطين.

وأوضح مفتي البوسنة، أن المفتي هو المفكر والمثقف الأول في تاريخ الإسلام، مما يجعل دوره في نشر الثقافة الإنسانية في المجتمع بالغ الأهمية، ويلزمه باليقظة والحذر والاطلاع على كل ما يحدث حوله.وأشاد بدور الأمانة العامة وهيئات الإفتاء بقيادة العلَّامة المفتي العام لجمهورية مصر العربية شوقي علام، واصفًا إياها بالمنارة في هذا الزمان.

واعتبرت الدراسة التي قدمها مفتي البوسنةأن قادة الأديان يمكنهم التأكيد على مبدأ الأخوة الإنسانية كأداة للتعايش، وإصلاح الوعي الديني تجاه الآخر من خلال إظهار الجذور الإنسانية في مقاصد الدين، وتعزيز ثقافة الحوار والتسامح، وتصحيح المفاهيم الخاطئة عن الأديان، ودعم مبادرات الحوار بين الأديان

موضوعات متعلقة