اتحاد العالم الإسلامي
اتحاد العالم الإسلامي
رئيس مجلس الإدارة د. محمد أسامة هارون مدير التحرير التنفيذي محمد سلامة

المسجد الزيداني.. جوهرة تاريخية في قلب شمال الأردن

المسجد الزيداني في لواء الكورة بالأردن
المسجد الزيداني في لواء الكورة بالأردن

على بعد قرابة الساعة ونصف الساعة من محيط العاصمة الأردنية عمان، يقع لواء الكورة أحد ألوية محافظة إربد الأردنية التسع، ويقع إلى الجنوب الغربي من المحافظة التي تمثل الثانية بعد عمان من حيث عدد السكان ويتمتع بموقع متميز حيث يحده من الشمال لواء الطيبة وجنوبا محافظة عجلون وشرقا لواء المزار الشمالي وغربا لواء الأغوار الشمالية.

يقع لواء الكورة على مساحة 210 كيلومترات مربعة ويضم 22 قرية، فيما تمثل مدينة دير أبي سعيد مركزا للواء، في حين تعد بلدة "تبنة" ضمن منطقة لواء الكورة وتقع في الجنوب الغربي وتعد من أهم القرى الحصينة في شمال الأردن.


على أرض بلدة "تبنة" يقع المسجد الزيداني وهو أحد المساجد التي شيدها الزيادنة في القرن الثامن عشر، وهو المسجد الزيداني الوحيد في منطقة الكورة، بل في الأردن وما زال قائما حتى الآن، وعامرا بضيوف الرحمن خلال الصلوات الخمس.

ويقول مدير أوقاف لواء الكورة خالد بني ياسين، إن المسجد الزيداني شيد عام 1185 هجريا أي قبل 361 سنة، وبقي مهجورا طيلة العقود الماضية، مشيرا إلى أنه في عام 2006 تم ترميمه بالتعاون مع جامعة العلوم والتكنولوجيا الأردنية وجمعية أصدقاء آثار الكورة، ليتم استخدامه كمسجد تقام به جميع الصلوات وخطبة وصلاة الجمعة.

ويوضح ياسين، في تصريح خاص لمدير مكتب وكالة أنباء الشرق الأوسط خلال زيارة المسجد، أن المسجد الزيداني يعد معلما تراثيا وتاريخيا ودينيا، ويعود تشيده على يد أحمد بن ظاهر الزيداني، مشيرا إلى أن هذا المسجد هو الوحيد في الأردن الذي ما يزال قائما ويحتفظ بهيكله العام رغم التقلبات الجوية.


وخلال الجولة داخل رحاب المسجد، لوحظ وجود درج داخل المسجد وباب في نهايته، وعند سؤال مدير الأوقاف، أوضح أن هذا الدرج كان المؤذن عند بناء المسجد يصعد عليه ويفتح الباب ويخرج إلى أعلى المسجد ليؤذن الصلاة للبلدة كلها قبل أن يتم اختراع مكبرات الصوت، مشيرا إلى أن هذا المسجد كان لعموم سكان القرية في القرن 18 وأوائل 19 ويتسع لنحو 150 مصليا.

واستمر المسجد قائما يستخدم للصلاة والتعليم في هذه القرية إلى نهاية القرن الـ 18 والنصف الأول من القرن 19، حيث روي أن الجزء الشرقي من سطح المسجد قد هدم وسقط بفعل زلزال وقع في القرن التاسع عشر، فيما حرصت وزارة الأوقاف الأردنية بالتعاون مع الجهات المختصة على ترميمه وإعادته بالحجر ذاته الذي ينتشر في ربوع البلدة.

وعلى بعد أمتار قليلة من المسجد، تقع القلعة الزيدانية في تبنة والتي بناها أيضا أحمد ظاهرالزيداني ويوجد بها برجان كانا يستخدمان لأغراض الاتصال والإنذار العسكري وهما مركزين في الناحية الشمالية الأول في الزاوية الشرقية ولا تزال بعض آثاره قائمة، والثاني في الناحية الغربية وقد تم هدمه.

ويقول مدير مديرية آثار محافظة إربد الأردنية زياد غنيمات، إن هذه القلعة وما تحتويه من مبان قائمة حتى الآن، تعود إلى عام 1856، مشيرا إلى أن هذا المبنى يقع في زمام ديوان عشيرة الرواشدة في محافظة أربد وقاموا بتسليمه لمديرية الآثار عام 1997، سيتم ترميه خلال هذا العام عقب الانتهاء من الرسوم والتصميمات الخاصة به ليعود كما كان.


زيارة المنطقة الأثرية في بلدة "تبنة" التابعة للواء الكورة تمت ضمن مواصلة وزارة الاتصال الحكومي الأردنية تنفيذ برنامج "تفاصيل" والذي يتضمن زيارات ميدانية دورية لوسائل الإعلام إلى المحافظات والألوية والمناطق البعيدة عن العاصمة عمان، للاطلاع على الإنجازات والتحديات.

وزير الاتصال الحكومي الناطق الرسمي باسم الحكومة الأردنية الدكتور مهند المبيضين، رافق وفد وسائل الإعلام في الجولة، ‏وقال إن البرنامج يهدف إلى التواصل مع المحافظات والمناطق البعيدة عن العاصمة وتسليط الضوء على أبرز إنجازاتها ومبادراتها وتحدياتها خلال الـ25 عاما الماضية في إطار اليوبيل الفضي للملك عبد الله الثاني احتفاء بالذكرى الخامسة والعشرين لجلوسه على العرش، وتسلمه سلطاته الدستورية.

وأضاف وزير الاتصال الحكومي الناطق الرسمي باسم الحكومة الأردنية أن حضور وسائل الإعلام المحلية والعربية في مثل هذه الجولات يهدف إلى تسليط الضوء على المناطق الأثرية أو الترفيهية أو الحضارية التي تتواجد في المناطق البعيدة، مؤكدا أهمية التواصل الإعلامي المستمر مع وكالات الأنباء العربية ومنها الوكالة المصرية.

موضوعات متعلقة