اتحاد العالم الإسلامي
اتحاد العالم الإسلامي
رئيس مجلس الإدارة د. محمد أسامة هارون مدير التحرير التنفيذي محمد سلامة
شيخ الأزهر: مستعدون لزيادة المنح الدراسية لطلاب مالي وإنشاء مركز لتعليم اللغة العربية مفتي الديار المصرية: نسعى لوضع قانون يُجرِّم الفتوى من غير المختصين بالتعاون مع الأزهر والأوقاف أمين البحوث الإسلامية: قضية الاستخلاف في الأرض تقتضي تكريم الإنسان وحفظه من الإهانة ما حكم الزواج بدون شهود؟.. الإفتاء تجيب الدكتور أسامة الأزهري: شعار وزارة الأوقاف هو البر والاحترام والاعتراف بجهود كل من خدم المؤسسة صفقة تبادل الأسرى بين إسرائيل وحماس.. مفاوضات حاسمة وتحديات سياسية قبيل دخول ترامب البيت الأبيض أمين «البحوث الإسلامية»: الانتشار الميداني بين الناس ضرورة لاستعادة القيم مفتي الديار المصرية: هدفنا إعادة الوعي الصحيح والبناء العلمي بما يلبى الواقع بارنييه أمام معركة حاسم.. حكومة فرنسا بين التحديات البرلمانية وتهديدات حجب الثقة تشاد تضع حداً لعقود من التعاون العسكري مع فرنسا.. بداية فصل جديد في العلاقات الأفريقية الجامع الأزهر: المرأة ركيزة أساسية في رعاية ذوي الاحتياجات الخاصة وتعزيز قدراتهم الرئيس السيسي يستقبل مستشار الرئيس الكونغولي لتعزيز التعاون الثنائي في كافة المجالات

رفيدة الأسلمية.. ملائكة الرحمة في ساحة المعركة

رفيدة الأسلمية
رفيدة الأسلمية

تبرز من بين صحابيات رسول الله صلى الله عليه وسلم، شخصية عظيمة لعبت دورًا رياديًا في مجال التمريض، ألا وهي رفيدة الأسلمية. فقد عرفت بكونها أول ممرضة في الإسلام، حيث أسست خيمةً لعلاج الجرحى والمصابين في غزوة الخندق، ومارست مهنة التمريض بكل إتقان وإخلاص.

ولدت رفيدة الأسلمية في يثرب، قبل الهجرة النبوية، وبايعت النبي محمد صلى الله عليه وسلم بعد وصوله المدينة. كانت تتمتع بمهارات طبية فائقة، حيث تعلمت الطب من خالتها التي كانت طبيبة ماهرة.


برز دور رفيدة الأسلمية بشكل جلي في غزوة الخندق، حيث أسست خيمةً لعلاج الجرحى والمصابين من المسلمين. وقد عالجت العديد من الجرحى بكل مهارة ورعاية، مستخدمةً مهاراتها الطبية وخيرتها.

عرفت رُفيدة الأسلمية بصفة الممرضة من خلال ممارساتها الطبية، في أوقات الحروب والسلم، ويُعتقد أنها دربت نساء أخريات، منهن أمهات المؤمنين مثل عائشة بنت أبي بكر رضي الله عنها لكي يصبحن مداويات للجرحى. كما يُذكر أنها كانت تدخل أرض المعارك وتحمل الجرحى، وتُضمِّد جراحاتهم، وتُسعفهم، وتسهر على راحتهم، وتواسيهم، وأنها كانت تنقل في خيمتها متطلباتها وأدواتها واحتياجاتها على ظهور الجمال إلى أرض المعارك، ثم تُقيمها أمام معسكر المسلمين.

يُوجد اختلافٌ تاريخيٌ حول أول طبيبةٍ وممرضةٍ في التاريخ، حيثُ تنسب الشعوب الغربية هذا اللقب إلى فلورنس نايتينجيل والتي تُعرف برائدة التمريض الحديث، بينما يؤكد آخرون أن رُفيدة أول طبيبةٍ وممرضةٍ في التاريخ حيث كانت تُمارس التمريض والجراحة في المعارك في 620 ميلاديًا، فأدخلت التمريض إلى العالم الإسلامي قبل 1,200 سنة من فلورنس نايتينجيل، وأنها مؤسسة التمريض في العالم الإسلامي.

يُطلق اسم رُفيدة الأسلمية على عددٍ من المدارس والشوارع والمباني التعليمية والمؤسسية في عدد من دول العالم الإسلامي. كما أُطلق اسمها على كليةٍ في الأردن تحمل اسم «كلية رفيدة الأسلمية للتمريض والقبالة» في مدينة الرصيفة، وتمنحُ المنظمة العربية للهلال الأحمر والصليب الأحمر «وسام رفيدة الأسلمية»، كما تمنح كلية الجراحين الملكية في إيرلندا بالتعاون مع جامعة البحرين «جائزة رُفيدة الأسلمية» لطالبٍ مميزٍ في كل عام، وهناك العديد من الجوائز والأوسمة التي تحمل اسمها حول العالم.


كانت السيدة رفيدة رضي الله عنها نموذجاً بارزاً في المدينة المنورة علي عهد النبي "صلي الله عليه وسلم" فقد تعلمت الطب وأيقنت مداوة المرضي ومعالجة الجرحي فكانت ممرضة وطبيبة جراحة واجتهدت في أن ينتفع الناس بخبرتها الطبية فنصب لها النبي "صلي الله عليه وسلم" خيمة في أعظم مكان في المدينة المنورة وهو المسجد النبوي الشريف لتكون هذه الخيمة أشبه بمستشفي ميداني لكل من يحتاج المساعدة الطبية من المسلمين ولما مرض سيدنا سعد بن معاذ رضي اله عنه حولوه إلي خيمة السيدة رفيدة رضي الله عنها للعلاج كما كانت رفيدة ترعي الفقراء والأيتام وتقوم بنفسها علي خدمة من كان به ضيق من المسلمين فهي قدوة وأسوة لعطاء المرأة المتدفقة.

فعندما أصيب سعد بن معاذ بالمرض حولوه إلي الخيمة الطبية الخاصة برفيدة وكانت تعمل علي مداواته حتي يتم شفاؤه نهائيا.. وكان الرسول "صلي الله عليه وسلم" إذا مر به يقول كيف أمسيت وإذا أصبح يقول كيف أصبحت يخبره بأن تم شفاؤه تماماً دليلاً علي أن رفيدة كانت من الطيبات الناجحات وقد اشتركت رفيدة في عزوتين هما خيبر والخندق وكانت قارئة وكاتبة ولديها ثروة كبيرة تنفق منها علي عملها.. ومنحها الرسول "صلي الله عليه وسلم" الخيمة لتدرب المسلمات علي كيفية علاج المرضي من الرجال والنساء وأطلق عليها "خيمة رفيدة الطبية".