اتحاد العالم الإسلامي
اتحاد العالم الإسلامي
رئيس مجلس الإدارة د. محمد أسامة هارون رئيس التحرير محمود نفادي

صور نازحو غزة: حين تصارع الحياة في سبيل العودة والحرية

مع تزايد الاضطرابات في قطاع غزة، يكافح النازحون للعودة إلى منازلهم شمالًا، حيث يتوافدون إلى شارع الرشيد الساحلي بحثًا عن الأمان والاستقرار.

يأتي هذا بعد سماعهم لأخبار تفيد بتمكن بعض الأشخاص من عبور نقطة تفتيش مغلقة باتجاه مدينة غزة شمال القطاع. رغم تلك الجهود، فإن النازحين يواجهون تحديات صعبة، حيث يُطلق الجيش الإسرائيلي النار وقنابل الغاز عليهم أثناء محاولتهم العودة، مما يجبر البعض على الانسحاب والعودة إلى الجنوب.

وفي هذا السياق، أكدت وكالات الأنباء تعرض النازحين للهجوم والقصف أثناء محاولتهم العودة، فيما تواصل إسرائيل خططها لإرسال قوات برية إلى رفح بهدف القضاء على من تبقى من أعضاء حركة حماس هناك.

وسط هذا الوضع القائم، يبقى المصير المجهول يلوح في أفق النازحين، الذين يسعون للعودة إلى ديارهم بعد شهور من النزوح والمعاناة.

وقد شوهدت أمهات يمسكن بأيدي أطفالهن وعائلات تتكدس مع أمتعتها على عربات تجرها الحمير، أثناء سيرها على الطريق من الجنوب باتجاه الشمال.

وجاء ذلك بعدما انتشرت أحاديث بين النازحين مفادها أن الجيش الإسرائيلي يسمح للنساء والأطفال والرجال الذين تزيد أعمارهم عن 50 عاما بالذهاب إلى الشمال.

وفي مقابلات صحفية، قالت إحدى النازحات من جنوب قطاع غزة، أكدت أن هناك أشخاصاً أخبروها بأن الجيش الإسرائيلي سمح للنساء والأطفال بالعودة إلى الشمال، وهو ما أثار فيها شوقًا لمنزلها.

ورغم أن منزلها لم يُهدم، إلا أن جميع محتوياته تم سرقتها، مما دفعها للتعبير عن استعدادها لإعادة بناء المنزل من جديد والعيش في خيمة مؤقتة حتى يتم ذلك. تختم حديثها مؤكدة أنها ستحاول العودة برفقة ابنها، مشيرة إلى أنهما سيعودان في حال نجاح محاولتهما، وإلا فسيعودان إلى الجنوب كما فعلوا في بداية الحرب.

وقالت نازحة أخرى: إنها حاولت العودة إلى الشمال، "لكن الجيش الإسرائيلي كان يطلق النار علينا وكذلك قنابل الغاز، فرجعنا. لا يزال هناك بعض منا هناك ولا نعلم ما الذي حدث لهم".

كما أكدت إحدى النازحات، أنها حاولت هي ومجموعة معها العودة إلى الشمال، لكن الجيش الإسرائيلي أطلق النيران نحوهم، كما تقول.

من جانبها قالت وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية (وفا)، إن قوات الاحتلال الإسرائيلي قصفت نازحين فلسطينيين أثناء محاولتهم العودة إلى شمالي قطاع غزة عبر شارع الرشيد.

وفي هذا السياق، قالت وكالة الأنباء الفرنسية إن العديد من الغزاويين النازحين في شارع الرشيد تعرضوا لهجوم، وأظهرت لقطات مصورة للوكالة النازحين وهم يهرعون للاحتماء.

وتقول الأمم المتحدة إن أكثر من 1.5 مليون فلسطيني نزحوا إلى مدينة رفح جنوبي القطاع.

وأخيرا، قطاع غزة المحاصر حاليا بصدد محاولات من النازحين في جنوب القطاع للعودة إلى منازلهم في الشمال، وسط الظروف القاسية التي يواجهونها من قبل القوات الإسرائيلية.

بينما يتعرضون للهجمات والاعتداءات، يظلون مصرين على حقهم في العودة واستعادة كرامتهم وحياتهم. ومع تزايد عدد النازحين وتفاقم الوضع الإنساني، يناشدون المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية للتدخل العاجل لحماية حقوقهم وتوفير الدعم اللازم لهم.

إن الوضع الراهن يتطلب تضافر الجهود الدولية لإيجاد حلول سلمية وعادلة تضمن عودة النازحين إلى منازلهم وتحقيق السلام والاستقرار في المنطقة.