اتحاد العالم الإسلامي
اتحاد العالم الإسلامي
رئيس مجلس الإدارة د. محمد أسامة هارون رئيس التحرير محمود نفادي

محمود نفادي يكتب: رسالة إلي دعاة حقوق الإنسان.. التعاطف مع حركة الإيغور جريمة ضد الإنسانية

الحقيقة المؤكدة التي يعلمها القاصي والداني الآن في العالمين العربي والإسلامي، أن إسرائيل ترتكب مجازر وحشية وجريمة إبادة جماعية ضد الشعب الفلسطيني في غزة، والتي قتلت حتى الآن أكثر من 33 ألف شهيد فلسطيني، نصفهم من النساء والأطفال والشيوخ.

ورغم ذلك، تطل علينا بين الحين والآخر منظمات تنتسب إلى حقوق الإنسان، مدعية أنها تدافع عن حقوق الإنسان، بينما هدفها الحقيقي هو انتهاك هذه الحقوق.

وهذه المنظمات التي تتخذ من العواصم الغربية، خاصة الولايات المتحدة الأمريكية، وعاصمتها واشنطن، وأيضا مدينة نيويورك، مقرا لها، تسعى بكل السبل والطرق إلى لفت الأنظار بعيدا عن جريمة الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني، بالدعوة إلى تنظيم مؤتمر تحت عنوان "حماية حركة الإيغور من جريمة الإبادة الجماعية"، واتهام الصين، ظلمًا وعدوانًا، بأنها ترتكب جريمة إبادة جماعية ضد حركة الإيغور.

والغريب أن يأتي تنظيم هذا المؤتمر في نيويورك، والعالم كله يعلم علم اليقين أن الدولة الوحيدة التي ترتكب جريمة إبادة جماعية، هي إسرائيل وليس الصين، وأن الهدف الحقيقي من مثل هذا المؤتمر المشبوه هو تشويه سمعة الصين و"دق إسفين" للخلاف بين الصين والدول العربية والإسلامية.

هذا هو الهدف الحقيقي من تنظيم هذا المؤتمر الذي دعت إليه إحدى المنظمات المنتسبة إلى حقوق الإنسان.

والغريب في الأمر الذي لم يعد خافيا على أحد الآن في العالم الإسلامي هو أن حركة الإيغور هي إحدى الأذرع التي تستخدمها الولايات المتحدة الأمريكية، وأيضا إسرائيل في تنفيذ مخططاتهما للإضرار بالصين وعلاقتها بالدول العربية والإسلامية، خاصة أن حركة الإيغور أصدرت يوم 9 أكتوبر الماضى بيانًا مشينًا، أدانت فيه "حركة حماس"، وتعاطفت مع إسرائيل. وحتى هذه اللحظة لم يصدر أي بيان آخر يؤكد تضامن وتعاطف الإيغور مع الشعب الفلسطيني في غزة.

والمعروف لدى العالم الإسلامي، أن حركة الإيغور ليست القومية المسلمة الوحيدة في الصين، لأن هناك 10 قوميات مسلمة أخرى، ولم نسمع إلا بالإيغور عبر وسائل الإعلام الغربية المرتبطة بالأجهزة الاستخباراتية الأمريكية، مما يؤكد لنا أن مبدأ التعميم ليس صحيحا. فباقي القوميات المسلمة تمارس طقوسها وعباداتها، ولم يحدث معها أي مشاكل، والمشكلة لدى بعض الإيغور وليس كلهم، حيث إن لديهم نزعة انفصالية تغذيها قوى خارجية، خاصة تركيا والولايات المتحدة الأمريكية والدول المعادية لبكين.

فالحقائق يجب أن تكون واضحة للعالمين العربي والإسلامي الآن بشأن تحركات الإيغور، وهي محاولة تشويه سمعة الصين والإضرار بالعلاقات الصينية- العربية، والصينية- الإسلامية، لأن الصين لا تمارس حرب إبادة جماعية ضد الإيغور كما تدعي هذه المنظمة المشبوهة في سعيها لعقد مؤتمر يومي 17 و 18 أبريل في نيويورك، بزعم حماية الإيغور من حرب الإبادة الجماعية، والهدف الحقيقي هو لفت الأنظار بعيدا عن حرب الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني.

هذه المنظمة المشبوهة المنتسبة إلى حقوق الإنسان -زورا- كشفت عن أغراضها الحقيقية وأنها ليست لها أدنى علاقة بحقوق الإنسان وأن حركة الإيغور وقعت في المستنقع الغربي والصهيوني، بتحالفها مع العالم الغربي ومع الحركة الصهيونية، وتعاطفها مع إسرائيل في ارتكابها حرب الإبادة الجماعية ضد الشعب الفلسطيني، وكان أحرى بهذه المنظمة الأمريكية أن تعقد هذا المؤتمر من أجل حماية الشعب الفلسطيني من حرب الإبادة الجماعية الإسرائيلية التي ترتكبها قوات الاحتلال جهارا نهارا ضد العزل في غزة.

وربما يكون أيضا، استهداف الصين سياسيا أحد اهداف هذا المؤتمر بالتغطية على موقف الإيغور من طوفان الأقصى.

فحركة الإيغور التي تتحدث عن حقوقها تجاهلت الحديث عن حق الشعب الفلسطيني في مقاومة الاحتلال، وتعاطفت مع المستوطنين الصهاينة الذين يقتلون الشعب الفلسطيني ويستولون على أرضه.

وعلى الولايات المتحدة الأمريكية والإدارة الأمريكية التي تمد يدها لرعاية حركه الإيغور الانفصالية أن تمد يدها لرعاية الشعب الفلسطيني، فهو أولى بالرعاية من الإيغور، والضغط على إسرائيل لوقف عدوانها ضد الشعب الفلسطيني فى غزة والضفة الغربية والقدس.

ويبدو أن حركة الإيغور تعاونت مع الشيطان الأعظم وهو الولايات المتحدة الأمريكية لتحقيق مصالحها على حساب القيم الإنسانية والمبادئ السامية، وتناست وتجاهلت تعاليم الدين الإسلامي الحنيف الذى تنتسب له اسما، وليس فعلا.

ونحن في العالم الإسلامي، نعلم علم اليقين حقيقة الأوضاع داخل الصين، وحقيقة احترام الصين لحق الأقليات والقوميات المختلفة، ونعلم أيضا، علم اليقين، حقيقة أهداف وأغراض الولايات المتحدة الامريكية والمنظمات الامريكية المنتسبة الى حقوق الانسان، لاننا عانينا كثيرا من مثل هذه المنظمات.

فالمؤتمر المشبوه المزمع عقده يومي 17 و 18 أبريل لن يحقق اغراضهم ولن يمس سمعة الصين لدى العالم العربي والاسلامي، بل سمعة الصين في العالم كله كدولة راعية لحقوق الانسان ومحافظة على حقوق القوميات التي تعيش داخلها، لان الصين لم يثبت انها ارتكبت أي مجاز أو خاضت اي حروب ضد شعوب العالم، وان سجلها ابيض، بل ناصع البياض.

ونقول اخيرا لحركه الايغور: عودوا الى رشدكم وتعلموا من دروس التاريخ، ولا تتعاونوا مع الشيطان لان من يتعاون مع الشيطان مصيره الى الهلاك ولا تلبسوا الحق بالباطل وأنتم تعلمون.

بقلم/ محمود نفادي