اتحاد العالم الإسلامي
اتحاد العالم الإسلامي
رئيس مجلس الإدارة د. محمد أسامة هارون رئيس التحرير محمود نفادي

في يوم الأرض.. ما هو ولماذا يحييه الفلسطينيون كل عام؟

قصف غزة
قصف غزة

تعتبر قضية الأرض من القضايا المهمة للفلسطينيين والعالم العربي، فهي تمثل جزءًا أساسيًا من هوية وتراث الفلسطينين، الذين يحيون سنويًا "يوم الأرض"، وهي مناسبة تذكّرهم بالتحديات التي يواجهونها في الحفاظ على أراضيهم ومواجهة المصادرة والاستيطان الإسرائيلي.

ففي عام 1975، أعلنت الحكومة الإسرائيلية عن "خطة تطوير منطقة الجليل"، والتي تستند إلى مصادرة أراضٍ فلسطينية لبناء تجمعات سكنية يهودية، وكان هذا الموضوع خطًا أحمرًا بالنسبة للعرب، فقامت مجموعة من الناشطين السياسيين والمثقفين بتأسيس "لجنة الدفاع عن الأرض" في حيفا، والتي تطورت لاحقًا لتصبح "اللجنة القطرية".

قامت اللجنة بالدعوة والتنسيق لإضرابات ومظاهرات احتجاجية ضد مشروع الحكومة الإسرائيلية وسياسة المصادرة والاستيطان.

في أكتوبر 1975، تم عقد مؤتمر شعبي في مدينة الناصرة بعنوان "الدفاع عن الأراضي"، والذي يُعتبر أكبر مؤتمر من هذا النوع منذ عام 1948 لفلسطينيي الخط الأخضر، وعلى الرغم من هذه الجهود والتحركات، قامت إسرائيل بصيد ثلاثة آلاف دونم من أراضي قرية كفر قاسم في نهاية عام 1975.

في مطلع فبراير 1976، رفضت إسرائيل منح تصاريح لفلاحين من قرى عرابة وسخنين ودير حنّا للدخول إلى أراضيهم في منطقة المل، التي سبق أن صادرتها وحولتها إلى منطقة عسكرية.

وفي نصف شهر فبراير 1976، صادقت الحكومة الإسرائيلية على قرار جديد يقضي بمصادرة 21 ألف دونم من أراضٍ تعود ملكيتها لفلسطينيين في بلدات سخنين وعرابة ودير حنا وعسفيا وغيرها من البلدات العربية.

وفي 29 مارس 1976، اندلعت المواجهات مع القوات الإسرائيلية في قريتي دير حنّا وعرّابة، اللتين خرج سكانهما في مظاهرتين أشعلوا خلالهما إطارات السيارات وأغلقوا الشوارع، فأطلقت عليهم قوّات من الجيش والشرطة الرصاص الحي وأصابت عددا كبيرا منهم.

وامتدت الاحتجاجات إلى سخنين، حيث أغلق المتظاهرون الطريق الرئيسي وعرقلوا وصول الآليات العسكرية إلى عرابة ودير حنا، ورشقوها بالحجارة والزجاجات الحارقة.

وفجر 30 مارس 1976، داهم الجيش الإسرائيلي قرى وبلدات سخنين وعرّابة ودير حنّا والناصرة وطمرة والطيبة وباقة الغربية والطيرة ونحف والمغار ودالية الكرمل وكفر قاسم وكفر قرع وقلنسوة وجلجولية، ومدينتي حيفا وعكا، حيث قمع المظاهرات واعتقل عددا من الشخصيات السياسية.

قتل خلال تلك المواجهات ستة فلسطينيين وجرح 49 واعتقل أكثر من 300، لكن صداها وصل إلى خارج حدود الخط الأخضر، حيث شهدت الضفة الغربية وقطاع غزة ومخيمات اللجوء في لبنان وسوريا إضرابات تضامنية.

استجابةً لهذه الأحداث والتحديات، قرر الفلسطينيون إقامة يوم الأرض في 30 مارس من كل عام، كتعبير عن صمودهم وتمسكهم بأراضيهم وحقهم في العيش بكرامة وحرية، يتم خلال هذا اليوم تنظيم مظاهرات ومسيرات سلمية في مختلف المدن الفلسطينية والمحتلة، حيث يشارك الآلاف من الشباب والنساء والرجال في هذه الفعاليات.

يحمل يوم الأرض رمزية كبيرة بالنسبة للفلسطينيين، حيث يعبرون من خلاله عن وحدتهم وصمودهم في وجه الاحتلال وسياسات المصادرة والاستيطان، تترافق هذه المظاهرات مع تنظيم فعاليات ثقافية وفنية، مثل العروض المسرحية والحفلات الموسيقية والمعارض الفنية، التي تسلط الضوء على الثقافة والهوية الفلسطينية.

يشكل يوم الأرض أيضًا فرصة للتضامن الدولي مع القضية الفلسطينية، حيث يشارك النشطاء والمؤسسات الحقوقية والسياسية من مختلف أنحاء العالم في التعبير عن دعمهم للشعب الفلسطيني وحقه في العيش بكرامة وحرية.

موضوعات متعلقة