اتحاد العالم الإسلامي
اتحاد العالم الإسلامي
رئيس مجلس الإدارة د. محمد أسامة هارون رئيس التحرير محمود نفادي

روحانية وتلاقي ثقافي: استكشف مسجد روما الكبير في قلب أوروبا

مسجد روما الكببر
مسجد روما الكببر

يتجمع المسلمون في مسجد روما الكبير، الذي يعد ملتقىًا للتلاقي الثقافي والروحي في منطقة البريولي، حيث يعكس هذا المسجد، الذي يمتد على مساحة تتجاوز 30 ألف متر مربع، رمزًا بارزًا في قلب أوروبا، ويُشكّل مكانًا لآلاف المصلين.

يُعتبر المسجد مركزًا ثقافيًا رياديًا، حيث يلعب دورًا قياديًا في توحيد المسلمين المقيمين في إيطاليا، ويبني جسورًا من التواصل بين المسلمين والمسيحيين، نتيجة لتنوع الخدمات الاجتماعية والثقافية التي يقدمها. يتسم المركز بأهمية فائقة، ويعكس ذلك في بنائه الاستثنائي الذي استغرق أكثر من عقدين.

تأسس المسجد في عام 1995 بدعم سخي من الملك فيصل بن عبد العزيز آل سعود وتمويل ملكي من الحسن الثاني، مما منحه مكانة مرموقة بين المساجد الأوروبية. يستمد التصميم الخاص به من الطراز الأندلسي، ويتميز بمئذنة بارتفاع 26 مترًا تُعد سمة بارزة.

تحتضن أروقته معهدًا للدراسات الإسلامية ومكاتب إدارية، مما يجعله مركزًا دينيًا وتعليميًا متكاملًا. يبرز المسجد من الخارج كلوحة فنية بفضل نوافذه الملونة واستخدامه للمواد التقليدية الرومانية، مما يمنحه هوية معمارية فريدة.

هذا المعلم الديني الرائع يتجسد في قلب روما، حيث يحتضن الآلاف من الزوار في أوقات شهر رمضان، ليكون مركزًا حيويًا للمسلمين الباحثين عن تجمعات روحانية وفعاليات دينية.

يقع مسجد روما الكبير في الجزء الشمالي من روما، في منطقة البريولي. وهو يشكّل أكبر مسجد في أوروبا، مساحته تزيد على 30 ألف متر مربع، بما يتسع للآلاف من المصلين.
ويضم مركز ثقافي يلعب دوراً مهماً في توحيد المسلمين المقيمين في إيطاليا وفي تأسيس حوارات بناءة بين المسلمين والمسيحين، وهذا نتيجة كثافة الأعمال الاجتماعية والثقافية والخدمات التي يقدمها المركز لدعم المسلمين والمجتمع المحيط.

وبهذا أصبح المركز من أهم المباني الدينية الفريدة في إيطاليا اليوم.

البناء:

وضع حجر الأساس عام 1984 م، وافتتح عام 1995 م، بتمويل من الملك فيصل بن عبد العزيز آل سعود، ودعم مادي ولوجيستيكي من العاهل المغربي الملك الحسن الثاني، ليصبح منذ ذلك الحين مرجعية المسلمين في ايطاليا.
استغرق بناء مسجد روما الكبير أكثر من 20 عاما، وهو مبنى فريد صممه 4 مهندسين معماريين، أبرزهم الإيطالي باولو بورتوجيسي، والمهندس التقني الإيطالي فيتوريو جيجليوتي، والمهندس المعماري العراقي سامي الموسوي.

طراز أندلسي:

والمسجد مقسم إلى 3 أجزاء، هي قاعة الصلاة المستطيلة الشكل، وتحتوي على 16 قبة، ومزينة بمئذنة مبنية على الطراز الأندلسي بارتفاع 26 مترا، تعد إحدى السمات المميزة للمسجد.

وفي الطابق الثاني يقع معهد للدراسات الإسلامية، بالإضافة إلى مجموعة من المكاتب الإدارية، أما الطابق الثالث فهو دار المناسبات.


المسجد من الخارج :

اما عن مسجد روما من الخارج لجأ المصممون إلى استخدام الضوء عبر النوافذ المصنوعة من الزجاج الملون، لإضفاء جو تأملي وروحاني على أركان المسجد.

كما استخدمت المواد التي تولد الألوان النموذجية الرومانية، مثل الترافرتين (من أشكال الحجر الجيري) والطين الوردي.
ويتميز التصميم الداخلي للمسجد بفن التوريق أو الزخرفة النباتية، الذي شكل القاعة الرئيسية، ذات الطراز الفني التقليدي المغربي.

تحفة معمارية:

وتغطي أشكال هندسية من الفسيفساء الرائعة الأجزاء السفلية من أعمدة المسجد وجدران قاعة الصلاة والمنبر.

ويضم المسجد كتلتين الأولى، عبارة عن قاعة صلاة مستطيلة الشكل ضلعه الأكبر موجّه باتجاه القبلةو الثانية، تضم بقية خدمات المركز، ومرافق الوضوء تحت قاعة الصّلاة. وهناك قناة مائية ممتدة على طول ضلع الكتلة الثانية وتصل هذه القناة بين بركتين إحداهما في الجهة الشمالية والأخرى في محور المركز. والمنارة تقع بين الكتلتين باتجاه جنوب غرب قاعة الصّلاة.


أجواء رمضان :
لا يحل شهر رمضان على العرب والمسلمين في إيطاليا إلا ويتوجهون إلى مسجد روما حيث تقام موائد الافطار لأفراد الجاليات المسلمة الباحثين عن الاجواء الرمضانية
حيث يتجمع الآلاف لأداء صلاة التراويح وتقام حلقات الذكر وقراءة القرآن الكريم وسط أجواء استثنائية للاحتفال بشهر رمضان.