اتحاد العالم الإسلامي
اتحاد العالم الإسلامي
رئيس مجلس الإدارة د. محمد أسامة هارونرئيس التحرير أحمد نصار
غارات أمريكية تستهدف مديرية خب الشعف بمحافظة الجوف حرائق إسرائيل تلتهم 24 ألف دونم وتشعل عديد الخلافات الداخلية من ”ضربة قاصمة” إلى محرقة مستمرة.. خطاب الحرب الإسرائيلي يتقاطع مع جرائم غزة سوريا على صفيح ساخن.. تهدئة حذرة في ريف دمشق وسط تصاعد الهجمات والغليان الطائفي 100 يوم في البيت الأبيض.. ما الذي تحقق من وعود ترامب وتعهداته الانتخابية؟ إسرائيل تحترق.. بين ألسنة اللهب ومأزق الدولة الأردن بين تقليص الدعم الأميركي وتثبيت الشراكة الاستراتيجية.. قراءة في تفاصيل الأزمة واستجابات الأطراف الملاحقات القضائية وشبح الانتقام السياسي تطارد رؤساء كوريا الجنوبية السابقين الصين تؤكد دعمها لإيران قبيل جولة مفاوضات نووية جديدة مع واشنطن في روما زيارة الرئيس جوزيف عون إلى أبوظبي.. انفتاح لبناني على الدعم الإماراتي في ظل أزمة متعددة الأوجه 165 قتيلا بهجمات لـ«الدعم السريع» على دارفور في 10 أيام.. والأمم المتحدة: «الوضع كارثي» غرب السودان غزة في مهب الجوع والنار.. أزمة إنسانية متفاقمة وسط تعنت إسرائيلي وتضاؤل الإغاثة

قصة رسالة بليغة من الحكيم بتاح حتب عن شيخوخته إلى الملك إسيسي

الحكيم بتاح حتب
الحكيم بتاح حتب

الكثير من الأدباء تحدثوا عن "الشيخوخة"، ومتاعبها، وما قد تصيبه في الإنسان، ولكن لن يكون مثلما كتب الحكيم بتاح حتب عن شيخوخته، وتداول مهام عمله وسلطته لمن هو أصغر منه، وهو ما جعله يكتب رسالة إلى الملك "إسيسي" يطلب منه أن يحتل ابنه مكانه.

ويرصد موقع اتحاد العالم الإسلامي في السطور التالية، حكاية رسالة البليغة من الحكيم "بتاح حتب" إلى الملك "إسيسي" عن "الشيخوخة"، وفقًا لـ موسوعة مصر القديمة «الجزء الـ17» باسم "الأدب المصري القديم"، للعالم الأثري الكبير الدكتور سليم حسن.

لماذا اهتم المصري القديم بكتابة وصيته قبل موته؟

يوضح الكاتب المصري سليم حسن، في موسوعته، أن المصري القديم، عندما كان يشعر بدنو أجله يكتب وصيته، فيقسِّم أملاكه، وغالبًا ما كان ينقش صورةً من هذه الوصية على جدران مقبرته، وكان أحيانًا يخلف لابنه الأكبر نصائح وتعاليم عن تجاربه في الحياة وفي وظيفته، لتكون عونًا له على أداء عمله الحكومي.

وهو ما أقدم عليه الحكيم «بتاح حتب» في الكثير من وصاياه لابنه، ومهما يكن من أمر هذه التعاليم، فإن الغرض منها إرشاد التلميذ وغيره إلى السير الحكيم والأخلاق الحسنة، ليصبح ذا بصر بفنون الكلام، وليعبِّر عمَّا في نفسه بلغة مختارة جديرة بموظف محترم، وهذا هو السر في ذيوعها في عهد الدولة الوسطى، ثم في الدولة الحديثة، وفقًا لـ سليم حسن.

من هو القائد ونجباو إنجدت في مصر القديمة وما حكاية قناعه الذهبي؟

حكاية رسالة بليغة من الحكيم «بتاح حتب» إلى الملك «إسيسي» عن الشيخوخة

وتكشف نسخة من عصر الدولة الحديثة السبب الذي من أجله كتب "بتاح حتب" تعاليمه هذه، فأرسل رسالة لجلالة الملك "إسيسي" يعبر فيها عن شيخوخته وما حل به، ويطلب منه أن يقوم يعلم ابنه مهام عمله، ليؤديها بدلًا منه، فيقول:

«حيث حلت الشيخوخة، وبدا خرفها، وامتلأت الأعضاء آلامًا، وظهر الكبر كأنه شيء جديد، وأضحت القوة أمام الهزال، وأصبح الفم صامتًا لا يتحدث، وغارت العينان، وصُمَّتِ الأُذُنان … وأضحى القلب كثير النسيان غير ذاكر أمسه، والعظام تتألم من تقدُّم السن، والأنف كتم فلا يتنفس، وأصبح القيام والقعود كلاهما مؤلمًا، والطيب أصبح خبيثًا، وكل ذوق قد ولَّى، فتقدُّم السن يجعل حال المرء سيئًا في كل شيء».

وأكمل بتاح حتب في رسالته: «فمرني أصنع لي سندًا لكبر سني، ودَعِ ابني يحتل مكاني، فأعلمه أحاديث مَن يسمعون، وأفكار مَن سلفوا، وهم الذين حرموا السلف في الأزمان الخالية، ولَيْتَهم يعملون لك بالمثل؛ حتى يُتَّقَى الشجار بين الناس، وتخدمك مصر».

وجاء رد الملاك «إسيسي» على رسالة الوزير «بتاح حتب» وقال:

"علِّمْه أولًا الحديث … وإني أرجو أن يكون مثالًا لأولاد العظماء، وليت الطاعة تكون رائِدَهُ، ويدرك كل فكرة صائبة ممَّن يتحدث إليه، فليس هناك ولد يحرز الفهم من تلقاء نفسه".

وهنا نجد وصف بليغ للشيخوخة، في حديث الحكيم «بتاح حتب»، وصورةً مدهشةً من حيث الدقة في التعبير ونفاذ البصيرة وضعها كاتب منذ آلاف السنين.

وقد وافق بالفعل الملك «إسيسي» على طلب وزيره «بتاح حتب» وأمره بتعليم ابنه، لإعداده بتقلد منصبه والقيام بمهام عمله الحكومية على أكمل وجه، وحتى يكون الإبن خلفًا لأبيه.