اتحاد العالم الإسلامي
اتحاد العالم الإسلامي
رئيس مجلس الإدارة د. محمد أسامة هارونرئيس التحرير أحمد نصار

أرمينيا تعتقل كبير الأساقفة وتوجه له اتهامات بالتآمر لانقلاب

رئيس الأساقفة باجرات جالستانيان مشاركاً في تظاهرة ضد نقل أراضي إلى أذربيجان في يريفان في 9 مايو 2024
رئيس الأساقفة باجرات جالستانيان مشاركاً في تظاهرة ضد نقل أراضي إلى أذربيجان في يريفان في 9 مايو 2024

* لجنة تحقيق: جالستانيان ومن معه حصلوا على الأدوات اللازمة لارتكاب هجوم إرهابي والاستيلاء على السلطة

اعتقلت السلطات الأرمينية الأربعاء، رجل دين مسيحياً بارزاً هو كبير الأساقفة باجرات جالستانيان، واتهمته بتدبير مؤامرة لإطاحة الحكومة.

وقالت لجنة التحقيق الأرمينية في بيان، إن جالستانيان ومن يشتبه أنهم متآمرون معه "حصلوا على الوسائل والأدوات اللازمة لارتكاب هجوم إرهابي والاستيلاء على السلطة".

وكتب رئيس الوزراء نيكول باشينيان، عبر قناته على "تيليجرام"، أن السلطات أحبطت "مخططاً كبيراً وخبيثاً من قلة مجرمة من رجال الدين" للاستيلاء على السلطة في أرمينيا.

وهذا هو ثاني اعتقال لمعارض بارز للحكومة هذا الشهر بعد قطب العقارات الروسي الأرميني سامفيل كارابيتيان، بتهمة إطلاق دعوات علنية للاستيلاء على السلطة.

ولم تتمكن "رويترز" من الاتصال بمحام عن جالستانيان بعد. ويقول محامو كارابيتيان إن رجل الأعمال ينفي ارتكاب أي جرم.

ووصل باشينيان إلى السلطة بفضل موجة من الاحتجاجات الشعبية عام 2018، لكنه واجه ضغوطاً محلية شديدة بعد خسائر فادحة أمام أذربيجان خلال حرب قصيرة عام 2020. واستعادت أذربيجان عام 2023 كامل منطقة ناجورنو قرة باغ الجبلية، حيث تمتع الأرمن باستقلال فعلي لعقود.

وقاد جالستانيان ومؤيدوه احتجاجات شعبية استمرت أياماً خلال الصيف الماضي، مستغلاً الغضب الشعبي إزاء الهزائم والتنازلات الإقليمية.

وزعمت السلطات، في تفصيلها للتهم التي يواجهها جالستانيان حالياً، أنه وشركاءه جندوا أكثر من ألف شخص معظمهم من الجنود وضباط الشرطة السابقين لإغلاق الطرق وشل حركة المرور، والتحريض على العنف وقطع الإنترنت بهدف زعزعة استقرار الحكومة والاستيلاء على السلطة.

وقال رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان أمس الأربعاء إن قوات الأمن أحبطت محاولة انقلاب تورط فيها رجل دين نافذ، وسط تصاعد المواجهة مع قيادة الكنيسة الرسولية الأرمينية.

وتدور خلافات بين باشينيان ورجال دين بارزين منذ عام 2020، عندما بدأ بطريرك الكنيسة الأرمينية كاريكين الثاني الدعوة إلى استقالة رئيس الوزراء بعد الهزيمة العسكرية التي تعرضت لها أرمينيا أمام أذربيجان في إقليم ناغورنو قره باغ.

وكتب باشينيان على "تيليجرام"، "أحبطت قوات الأمن مخططاً خبيثاً لـ’رجال الدين المجرمين‘ يهدف إلى زعزعة الاستقرار في جمهورية أرمينيا، والاستيلاء على السلطة".

ونشر بيان صادر عن لجنة تحقيق أرمينية جاء فيه، أن رئيس الأساقفة باجرات جالستانيان سعى "منذ نوفمبر (تشرين الثاني) 2024 إلى هدف تغيير السلطة بوسائل لا يسمح بها دستور جمهورية أرمينيا".

واتهم جالستانيان، وهو زعيم حركة "الكفاح المقدس"، باشينيان العام الماضي بتسليم الإقليم لأذربيجان، وقاد احتجاجات واسعة فشلت خلال نهاية المطاف في إطاحة رئيس الوزراء.

وذكرت لجنة التحقيق أن جالستانيان "حصل بموافقة مسبقة من عدد من أعضاء الحركة على الوسائل والأدوات اللازمة لتنفيذ أعمال إرهابية وانتزاع السلطة". وأضافت أن "عمليات التفتيش جارية في منازل رئيس الأساقفة باجرات ونحو 30 من معاونيه".

وقال النائب جارنك دانياليان المقرب من رئيس الأساقفة للصحافيين إن "هذه أفعال نظام ديكتاتوري"، واصفاً الاتهامات الموجهة إلى رجل الدين بالمفبركة.

وأدت خسارة إقليم قره باغ بعد هجوم أذربيجان الخاطف خلال عام 2023 إلى انقسامات في أرمينيا، خلال وقت تطالب جارتها بتنازلات كبيرة مقابل تحقيق سلام دائم.

وفي وقت سابق هذا الشهر دعا باشينيان إلى إزاحة كاريكين الثاني من منصبه، قائلاً إن لديه طفلاً (إذ يمنع على رجال الدين المسيحيين الزواج) ليثير خلافات وانتقادات شديدة من المعارضة، التي دعت إلى حرمانه كنسياً.

يذكر أن أرمينيا أول دولة تتبنى المسيحية كديانة الدولة خلال القرن الرابع، تمنح الكنيسة الرسولية الأرمينية وضعاً دستورياً خاصاً فيما تؤدي الكنيسة دوراً مؤثراً في المجتمع الأرميني.