اتحاد العالم الإسلامي
اتحاد العالم الإسلامي
رئيس مجلس الإدارة د. محمد أسامة هارونرئيس التحرير أحمد نصار

على صعيد عرفات.. ضيوف الرحمن في أروع مشاهد الخشوع وأعظم أركان الحج

الحج
الحج

يقف ضيوف الرحمن اليوم الخميس التاسع من ذي الحجة، على صعيد جبل عرفات الطاهر، وهم محملون بأسمى معاني الإيمان، يفيضون خشوعًا وسكينة، تكتنفهم رحمة الله ورعايته، ملبّين بقلوب متضرعة، يدعون الرب العظيم أن يغمرهم بالعفو والمغفرة والرحمة، وأن يعتقهم من النار.
وأعلنت المملكة العربية السعودية استقبالها لأكثر من مليون ونصف المليون حاج من خارج البلاد، أقبلوا إليها لأداء ركن الحج الأعظم، وسط تنظيم محكم يبرز عظمة هذا الجمع المبارك.
تميز انتقال الحجاج من منى إلى عرفات بسلاسة وانسيابية، حيث رافقهم رجال الأمن بإشراف مباشر، لتنسيق تحركاتهم وفق خطط مدروسة للتصعيد والتفويج، مع تقديم الإرشاد وضمان سلامتهم، فكان المشهد مثالًا في التنظيم الدقيق والحرص على راحة الحجيج.
وانتهزت جميع الجهات المعنية فرصة الاستعداد المبكر لتوفير أرقى الخدمات في كل أنحاء المشعر، ليتمكن الحجاج من أداء نسكهم بطمأنينة وأمان، مستشعرين عظمة اللحظة وروحانيتها.

أروع مشاهد الخشوع وأعظم أركان الحج


وفي رحاب مسجد نمرة، يؤدي ضيوف الرحمن صلاتي الظهر والعصر جمعًا وقصرًا، بأذان واحد وإقامتين، مقتدين بسنة النبي المصطفى صلى الله عليه وسلم، بعد أن يستمعوا لخطبة يوم عرفة التي يلقيها هذا العام الشيخ الدكتور صالح بن حميد، إمام وخطيب المسجد الحرام، ليزداد وقوفهم خشوعًا واندماجًا في هذا اليوم الفريد.
في ذلك اليوم المبارك، يكتظ صعيد عرفات بأكثر من مليوني حاج، يشهدون مشهدًا روحانيًا مهيبًا، حيث تغمرهم مشاعر الرجاء في رحمة ربهم، ويبتغون مرضاته في أسمى لحظات التواضع والذل بين يدي الخالق.
وحذرت وزارة الصحة الحجاج من التعرض المباشر لأشعة الشمس، خاصة بين العاشرة صباحًا والرابعة عصرًا، داعيةً إلى الالتزام التام بخطط التفويج المنظمة، واستخدام المظلات أثناء التنقل، وتفادي المشي على الأسطح الساخنة، والابتعاد عن تسلق الجبال أو المرتفعات، لتجنب الإجهاد الحراري الذي قد يهدد صحة الحجاج.
ومع غروب شمس الخميس، تبدأ نفرة الحجيج إلى مزدلفة، حيث يؤدون صلاتي المغرب والعشاء، ويبيتون في هذه الأرض الطاهرة حتى فجر الجمعة العاشر من ذي الحجة، ليستكملوا بعد ذلك مناسكهم بالعودة إلى مشعر منى.

مساحة مشعر عرفات

ويمتد مشعر عرفات على مساحة تقارب 33 كيلومترًا مربعًا، يجتمع فيه ملايين الحجاج، وتتميز أرضه بالاستواء المحاط بسلاسل جبلية، يعلوها جبل الرحمة شمالًا، وهو أكمة صغيرة مستوية السطح، تشكلت من حجارة صلدة كبيرة ذات لون أسود، يبلغ طولها 300 متر، ويحيط بها محيط يبلغ 640 مترًا، ويرتفع قاعدته 65 مترًا عن الأرض المحيطة، ويعلو قمته شاخص يصل ارتفاعه إلى سبعة أمتار، شاهد حي على هذا اليوم العظيم.