رئيسة البنك المركزي الأوروبي تقترح اليورو «عملة احتياطية عالمية» بدل الدولار

قال الاتحاد الأوروبي إن قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب التخلي عن تهديده بفرض رسوم جمركية بنسبة 50 بالمئة على الواردات من الاتحاد اعتبارا من الشهر المقبل أعطى "زخما جديدا" لمحادثات التجارة، مع ارتفاع اليورو، فيما انتقدت رئيسة البنك المركزي الأوروبي كريستين لاجارد "اللغة الفظيعة" التي يستخدمها الرئيس الأميركي دونالد ترامب حول الاتحاد الأوروبي، ردا على تعليقاته بأن التكتل تشكل لاستغلال الولايات المتحدة.
وانتقدت رئيسة البنك المركزي الأوروبي كريستين لاجارد "اللغة الفظيعة" التي يستخدمها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حول الاتحاد الأوروبي، ردا على تعليقاته بأن التكتل تشكل لاستغلال الولايات المتحدة.
ونبهت لاجارد، من أن الاضطرابات التجارية الأخيرة تهدد "الدور المهيمن للدولار الأمريكي"، واعتبرت أن تفكك النظام الاقتصادي العالمي "يعرّض أوروبا لمخاطر"، وطرحت لاجارد فكرة تحوّل اليورو إلى عملة الاحتياطي العالمي.
وأشارت لاجارد في تصريحات لمحطة "إيه آر دي" الألمانية إلى أن واشنطن شجعت على تشكيل الاتحاد الأوروبي، مضيفة أن "القول إنه كان يهدف فعليا إلى الإضرار بالولايات المتحدة أمرٌ يخالف البديهة تماما".
وأضافت "إنه يتعارض مع التاريخ. وبالتأكيد ليس هذا هو هدف هذه المنطقة".
أدلى ترامب بهذه التعليقات بشأن الاتحاد الأوروبي في وقت سابق من هذا العام عندما هدد بفرض رسوم جمركية مرتفعة على التكتل بسبب فائضه التجاري مع الولايات المتحدة.
واعتبرت المسؤولة الأوروبية أن تصريحات ترامب "جزء من الاستفزاز الذي اعتدنا عليه، للأسف"، لكنها شجّعت الاتحاد الأوروبي على التعاون مع الولايات المتحدة لمحاولة التوصل إلى اتفاق.
وتراجع ترامب عن الرسوم الجمركية الجديدة التي أعلن عنها يوم الجمعة، ومدد مهلة المحادثات بين واشنطن وبروكسل إلى التاسع من يوليو لإتاحة المجال أمام التوصل إلى اتفاق، وذلك بعد ما وصفه "باتصال هاتفي ودي للغاية" مع رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين.
كما قال المفوض التجاري للاتحاد الأوروبي ماروش شيفتشوفيتش إنه أجرى اتصالا هاتفيا جيدا الاثنين مع وزير التجارة الأمريكي هوارد لوتنيك وسيبقى على "تواصل مستمر" معه.
وأكد المفوض ن عقب محادثات مع واشنطن أن الاتحاد الأوروبي لا يزال "مستعدا" للتوصل "سريعا" إلى اتفاق تجاري مع الولايات المتحدة.
وأشاد المسؤول الأوروبي بـ"المباحثات الجيدة" مع هاورد لوتنيك وجيميسون جرير، وهما مسؤولان في إدارة الرئيس دونالد ترامب. وقال في منشور على منصة إكس "نحن على تواصل دائم".
ويظل الاتحاد الأوروبي خاضعا لرسوم جمركية بنسبة 10% فرضتها واشنطن الشهر الماضي على الواردات من كل دول العالم تقريبا، إلى جانب رسوم جمركية بنسبة 25% على السيارات والصلب والألمنيوم.
وتعافى المؤشر ستوكس الأوروبي ليعود إلى مستواه قبل إعلان الرسوم الجمركية المفاجئ يوم الجمعة، وارتفع اليورو إلى أعلى مستوى منذ أواخر أبريل وتراجعت أسعار الذهب بعد أن قلص قرار ترامب الأحدث الطلب على الملاذ الآمن.
وقال متحدث باسم المفوضية الأوروبية عن الاتصال الهاتفي بين ترامب وفون دير لاين "اتفقا على تسريع المفاوضات التجارية والبقاء على اتصال وثيق".
وقال المتحدث باسم المفوضية الأوروبية "هناك الآن زخم جديد للمفاوضات، وسننطلق من هنا".
وصرح مايكل فيستر، الخبير المعني بالعملات في كومرتس بنك، بأن الاتحاد الأوروبي قد يتوصل إلى اتفاق مع الولايات المتحدة بحلول التاسع من يوليو تموز، لكن إعلان يوم الجمعة أوضح أن هذه التهدئة مؤقتة.
وقال "هناك شكوك حول ما تغير فيما يتعلق بالمشاكل الأساسية بعد الاتصال الهاتفي".