الناقد الفني ”معتز محسن” حملات التشويه ضد المسلمين سبب اختفاء المسلسلات الدينية (حوار)

اختفت الأفلام والمسلسلات المصنفة بأعمال دينية، منذ سنوات طويلة مضت والمكتبة الفنية لا تضم سوى عدد محدود منها، ورغم أنها تضمنت رسائل توعوية هامة فقدنا كثيرا منها بغيابها، فنحن نعيش في عصر قلت فيه القراءة والاهتمام بالبحث وراء المعلومة. و هنا يبرز الدور الفعال للسينما فمن خلالها يمكن أن تحكي ما لا يعرفه الكثيرون. هذا هو الحال من خلال الأفلام الدينية بالتحديد فهي تكشف الغطاء عن الكثير من المعرفة التي يتجاهلها الناس.
هذا ما أوضحه الناقد الفني معتز محسن، وأكد علي أن هناك حملات تشويه مستمرة ضد المسلمين والعرب وتصدير فكرة الإرهاب في شخصياتهم.
إلى نص الحوار ...
* في البداية لماذا لم يعد هناك أفلام عالمية تتحدث عن العالم العربي والإسلامي بصورة إيجابية ؟
نتيجة لأحداث ١١ سبتمبر من العام ٢٠٠١، وتعنت الحزب الجمهوري المتشدد برئاسة جورج دبليو بوش القابع على السلطة في ذاك الوقت، صارت حملات التشويه مستمرة إلى الآن ضد المسلمين والعرب وتصدير فكرة الإرهاب في شخصيتهم، مما أدى إلى تخوف المنتجين من إنتاج أفلام عن العرب والمسلمين مع اعتمادهم الكلي في تأييد رؤيتهم من خلال مؤلفات بعض المستشرقين المتطرفين.
* لماذا لم يعد هناك أفلام عالمية مثل فيلم الرسالة وأسد الصحراء عمر المختار ؟
الوقت الذي أنتج فيه فيلم (الرسالة) سنة ١٩٧٦، كان بدعم مغربي في بداية الأمر قبل التحول لليبيا خوفا من غضب السعودية، وذلل معمر القذافي كل الصعوبات لإتمام الفيلم على أكمل وجه بنسختيه العربية والإنجليزية وخرج في أحسن صورة رغم منعه بمصر لرفض الأزهر، رغم مراجعته للفيلم خوفا من تهور الجماعات المتشددة التي انتشرت في السبعينيات وكتب الفيلم الكاتب الأيرلندي (هاري كريج) وراجع السيناريو ودعمه بالمصادر الأصيلة، كلا من: توفيق الحكيم، عبد الحميد جوده السحار، محمد علي ماهر ، عبد الرحمن الشرقاوي علاوة على الدعم الليبي المتمثل في القذافي الذي استغل نجاح الرسالة عالميا، مما دفعه لإنتاج فيلم ( عمر المختار.. أسد الصحراء) المعروض في ١٩٨١ وكتبه (هاري كريج) مع وضع الموسيقار الفرنسي (موريس جار) للموسيقى التصويرية للفيلم. الأمر باختصار يحتاج لإنتاج رسمي بعيدا عن التجارية كي لا يخرج العمل مشوهة ومغلوطة.
* لماذا لم يعد لدينا مخرجين عالميين مثل يوسف شاهين ومصطفى العقاد حتى يكون لهم صوت للعالم العربي والإسلامي في السينما العالمية ؟
أحمد عاطف المخرج والناقد الكبير، كان يعد العدة لعمل فيلم عن الأندلس ولكن لم يجد المنتج الجرئ العازم على التصدي لهذه النوعية خوفا من الخسارة المادية، في وقت انتشار الأفلام الكوميدية وأفلام العنف.
*هل الفنانين العرب مازالوا في حاجة للتأهيل ليكونوا فنانين عالميين يتبنوا قضايا العربية والإسلامية ؟
علينا ألا ننسى المحاولات التليفزيونية المصرية والسورية التي تصدت لهذه النوعية باقتدار، وكان حسام الدين مصطفى دور بارز في نقل تلك النوعية من السينما للتليفزيون بعد أن امتنع المنتجون عن إنتاج الأفلام الدينية والتاريخية وكان حسام الدين مصطفى يعد العدة لعمل فيلم عن صلح الحديبية قبل وفاته ولكن لم يجد المنتج الجرئ مما دفعه الأمر لإعداده تليفزيونيا ولكن اختفى المشروع بوفاته في فبراير من العام ٢٠٠٠ قبل إنهائه مسلسل (نسر الشرق.. صلاح الدين).
و الدراما المصرية والسورية عوضا غياب السينما في إنتاج هذه النوعية بعمل أعمال مميزة مثل: (أبو حنيفة النعمان)، (خالد بن الوليد)، (الظاهر بيبرس)، (الطارق)، (موسى بن نصير).