مرصد الأزهر يطالب دول منطقة غرب أفريقيا بمواجهة تصاعد حدة العنف والإرهاب في ”مثلّث الموت”
جدد مرصد الأزهر لمكافحة التطرّف دعوته لتحالف دول المنطقة الأفريقية لمجابهة التهديد المتزايد للتنظيمات المتطرفة والمليشيات المسلّحة التي برغم اختلاف مسمياتها وأيدولوجياتها، لكنّها تعمل على نشر العنف والإرهاب في المنطقة لتحقيق أغراض إجرامية، فسواء أكان ارتكاب هذه الهجمات لأغراض إجرامية كما هو الحال لقطاع الطرق والعصابات المسلّحة، أو لأغراض تخدم التنظيمات الإرهابية مثل داعش والقاعدة وغيرهما، فالنتيجة هي إراقة دماء الأبرياء ومعاناة أوطان من عدم الاستقرار.
وأشار مرصد الأزهر، إلى أنه في تصعيد واضح رغبة في تأكيد صحوتها قبل نهاية العام، تواصل التنظيمات الإرهابية والمليشيات المسلّحة التي تنشط في غرب إفريقيا هجماتها؛ حيث شهد الأسبوع الماضي سلسلة هجمات دامية بدأت بهجوم على حافلة ركاب في النيجر، بمنطقة تيلابيري الحدودية مع بوركينا فاسو، ما أسفر عن مقتل 21 مدنيًا، وفي اليوم التالي لهذا الهجوم لقي جندي نيجري مصرعه إثر هجوم بعبوة ناسفة على مركبة تابعة للجيش النيجري.
وفي نيجيريا أعلنت الشرطة أن مجموعة مسلحة اخطفت أكثر من 50 امرأة وطفلاً في هجوم على قرية كاكين داوا في ولاية زامفارا شمال غرب البلاد.
وقالت شرطة ولاية زامفارا إن الحادث وقع عندما هاجم مسلّحون عدة منازل بالقرية وقاموا باختطاف النساء والأطفال حتى بلغ عدد المختطفين بحسب رواية السكان المحليين نحو خمسين امرأة وطفلًا.
وفي بنين لقي ثلاثة جنود مصرعهم في منتزه "بندجاري" الوطني الواقع على الحدود مع بوركينا فاسو، إثر انفجار لغم أرضي لدى مرور مركبة عسكرية كانت تقلهم
وكان أكد مرصد الأزهر لمكافحة التطرف أن استهداف المدنيين، لا سيما في الأماكن العامة والتجمعات، يُعد أحد الأساليب الإجرامية التي تتبناها التنظيمات الإرهابية لإثبات وجودها وتعزيز حضورها في الساحة.
وشدد على ضرورة مواجهة هذا النشاط الإرهابي المتصاعد من خلال تكثيف الجهود الأمنية، وتجفيف مصادر التمويل والدعم التي تستند إليها تلك التنظيمات، للحد من إرهابها ووحشيتها المتجددة.
وكانت أفادت وكالة “رويترز” نقلًا عن جيش النيجر أن مسلحين على دراجات نارية هاجموا منطقة بغرب البلاد، مما أسفر عن مقتل 21 مدنيًا، في حادثة وقعت نهاية الأسبوع الماضي على بعد 175 كيلومترًا من العاصمة نيامي.
وذكر بيان الجيش أن الهجوم استهدف حافلة نقل عام كانت تسير بين منطقتي بانكيلاري وتيرا في إقليم تيلابيري الحدودي مع بوركينا فاسو، واصفًا الهجوم بأنه "جريمة بشعة وغير إنسانية". كما أشار البيان إلى مقتل أحد الجنود في هجوم آخر يوم الجمعة، عندما استُهدفت مركبة عسكرية بعبوة ناسفة بدائية الصنع.
وتشهد منطقة تيلابيري تصاعدًا في الهجمات المسلحة، حيث تنشط فيها ميليشيات مسلحة وعناصر من تنظيم “داعش” الإرهابي، في ظل اشتباكات متكررة مع الجيش النيجري. ويأتي هذا التصعيد في سياق تزايد العنف بدول منطقة الساحل الإفريقي، التي تسعى حاليًا إلى تشكيل قوة إقليمية لتعويض غياب تحالف G5 والقوات الغربية التي انسحبت مؤخرًا من المنطقة.