وزير الخارجية: السياسات الإسرائيلية تساهم في خلق توترات في الشرق الأوسط
أكد وزير الخارجية المصري، بدر عبد العاطي، أن السياسات الإسرائيلية تساهم في خلق توترات في الشرق الأوسط، مما يعوق جهود تحقيق الاستقرار في المنطقة. وأشار إلى أن "عمليات القتل المستمرة في غزة تعد عنصرًا محفزًا للتصعيد" في الأحداث الراهنة.
وفي حديثه خلال مقابلة مع "الشرق"، أوضح عبد العاطي أنه أجرى محادثات مطولة مع نظيره الأمريكي، أنتوني بلينكن، بهدف الضغط على الجانب الإسرائيلي لوقف السياسات الأحادية التي لا تسهم إلا في تفاقم الأوضاع، مشددًا على أن هذه السياسات لا تخدم مصالح الاستقرار الإقليمي.
كما حذر عبد العاطي من العواقب المترتبة على فتح جبهات جديدة في المنطقة نتيجة السياسات الاستفزازية، معتبرًا أن التصعيد الحاصل في لبنان والبحر الأحمر مرتبط ارتباطًا وثيقًا بجهود وقف إطلاق النار في غزة. وأكد أن مصر معنية بشدة بالحفاظ على الاستقرار، وأنها تبذل جهودًا مستمرة لمنع انزلاق المنطقة نحو حرب شاملة.
وأضاف عبد العاطي أن مصر تعد أكبر طرف متضرر من عدم الاستقرار في البحر الأحمر، حيث تكبدت البلاد خسائر تقدر بـ600 مليون دولار شهريًا نتيجة انخفاض عائدات قناة السويس، مما يرفع إجمالي الخسائر إلى نحو 6 مليارات دولار.
في سياق متصل، أشار وزير الخارجية المصري إلى استمرار التواصل مع إيران، مع التركيز على ضرورة وقف التصعيد وتجنب الانزلاق نحو حرب إقليمية. وأكد أنه قام بالتواصل مع وزير الخارجية الإيراني لإيصال رسالة مهمة مفادها أهمية الحفاظ على سيادة لبنان ووحدته الترابية.
واعتبر عبد العاطي أن "المشكلة الحقيقية" التي تعوق وقف إطلاق النار في غزة هي "غياب الإرادة السياسية لدى إسرائيل". وأوضح أنه على الرغم من عدم وجود خلافات كبيرة بشأن الصفقة الحالية، إلا أن هناك حاجة ماسة لتوافر الإرادة السياسية.
وفي ختام حديثه، شدد عبد العاطي على أن الجهود المصرية، بالتعاون مع قطر والولايات المتحدة، لن تتوقف، مشيرًا إلى أهمية العمل على حقن دماء الفلسطينيين. وأكد أنه "لا يمكن تحقيق حل شامل أو استقرار دون منح الشعب الفلسطيني حقوقه، وفي مقدمتها حق تقرير المصير".