مرصد الأزهر يحذر من تصاعد نبرة التهديد والخطاب العدائي ضد الإسلام بالمملكة المتحدة
حذر مرصد الأزهر لمكافحة التطرف من مغبة الشائعات التي بُثَّت عقب عملية طعن الفتيات على الإنترنت، ولا جدال في أن واقعة الطعن عدوان مرفوض من الفكرة إلى التنفيذ وفق مفاهيم الشرع والعرف والقانون، غير أن اليمين المتطرف في بريطانيا تعمّد توظيفها لإثارة المخاوف مجددًا بشأن الهجرة.
وأشار المرصد إلى أهمية توفير الحماية الأمنية الكافية للمساجد والمراكز الإسلامية في ظل تصاعد نبرة التهديد والخطاب العدائي ضد الإسلام في المملكة المتحدة، وإفساح المجال لعمل سلطات التحقيق والقضاء، داعيًا المسلمين هناك إلى ضرورة ضبط النفس لقطع الطريق على اليمين المتطرف الذي يسعى إلى إثارة المزيد من أعمال الشغب والعنف لحشد الدعم الشعبي في البلاد ضد أبناء المملكة المتحدة من المسلمين، وكذلك ضد المهاجرين واللاجئين
أعرب مسلمو بريطانيا عن مخاوفهم بشأن الاحتجاجات اليمينية المتطرفة التي استهدفت مساجد بريطانيا في الأيام الماضية، ما جعل المراكز الإسلامية في حالة تأهب لتنظيم مزيد من التظاهرات.
يشار إلى أن دعوات استهداف أماكن العبادة الإسلامية جاءت عقب انتشار شائعات لا أساس لها على الإنترنت مفادها أن المراهق المشتبه به في مقتل ثلاث فتيات في شمال غرب بريطانيا يوم الاثنين الماضي هو مراهق مسلم.
هذا، وتسببت الدعوات التحريضية في قيام المتظاهرين بإلقاء الحجارة على مسجد في مدينة ساوثبورت التي يُتهم فيها "أكسل روداكوبانا" البالغ من العمر ١٧ عامًا بتنفيذ عملية الطعن الجماعية، وذلك في خضم أعمال شغب ألقت الشرطة باللوم فيها على رابطة الدفاع الإنجليزية اليمينية المتطرفة.
وتواصلت الحملة العدائية ضد المسلمين مساء الجمعة الماضية، حيث ردد المتظاهرون هتافات معادية للإسلام، وألقوا علب البيرة والحجارة على الشرطة خارج مسجد في مدينة سندرلاند بشمال شرق بريطانيا.
وعن ذلك قالت زارا محمد، الأمين العام للمجلس الإسلامي في بريطانيا، لوكالة فرانس برس الجمعة، إنّ "الجالية الإسلامية تشعر بقلق عميق وحزن شديد إزاء ما رأته".
ويأتي تصريح "زارا" متزامنًا مع توعد رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، برد حازم على أعمال الكراهية اليمينية المتطرفة.
جدير بالذكر أن المجلس الإسلامي البريطاني عقد اجتماعًا مع أئمة المساجد بشأن الأمن قبل عطلة نهاية الأسبوع تحسبًا للتهديد المحتمل؛ علمًا بأن التفاعلات الاجتماعية إزاء الواقعة وتبعاتها ما تزال قائمة، حتى إن مجموعة من المناهضين للعنصرية تصدوا لمجموعة أخرى متطرفة كانت بصدد الاعتداء على أحد المساجد، فضلاً عن امتداد أعمال الاستعداء والعدوان إلى مركز للاجئين في بريطانيا، في خلط واضح بين الواقعة والمتهمين بها بغير دليل، وتوسيع الاستهداف إلى دوائر من المعلوم أنها تشكل مناطق استهداف ورفض لدى اليمين المتطرف.