اتحاد العالم الإسلامي
اتحاد العالم الإسلامي
رئيس مجلس الإدارة د. محمد أسامة هارون مدير التحرير التنفيذي محمد سلامة

صراخ تحت الرماد.. معاناة النازحين في بوركينا فاسو من نيران الإرهاب

 النازحين في بوركينا فاسو
النازحين في بوركينا فاسو

تحت أشجار كثيفة تُظلّل من الحر اللافت، يُشكّل مدنيون مكلومون مجتمعًا في خيام وأكواخ عشوائية تهدد بالانهيار، بعد أن فروا من عُنف جماعات تكفيرية في منطقة شمال شرق بوركينا فاسو. هؤلاء النازحون تركوا منازلهم ومزارعهم بعد تعرض قراهم لهجمات المسلحين، ولجأ الآلاف إلى هذه المخيمات الموجودة بالقرب من بلدة دوري، حيث يُنظر إليها على أنها مصدر ضئيل للأمل. تصف المنظمات الإنسانية الوضع في هذه المناطق بأنه "كارثة مهملة". وفي هذا السياق، أدلت كيريسي سوادوغو، إحدى الناجيات، بشهادتها لوكالة "فرانس برس"، قائلةً: "اقتحموا قريتنا وأرهبونا. سرقوا ماشيتنا وقتلوا أهلنا، لذا لم يبق لنا سوى الفرار والوصول إلى هنا".

وفي قرية ليلي بمنطقة صحراء الساحل، فرّت عائلة منزلها إلى مخيم ويندو-2، الجزء الرئيسي من مجمع مخيمات شاسع يحمل نفس الاسم ويضم حالياً حوالي ثلاثة آلاف شخص. منذ نحو عقد من الزمن، يُزرع الرعب بين المدنيين في بوركينا فاسو من قبل مسلحين في منطقة الساحل الأفريقية. وعلى الرغم من ندرة ذكر أسماء هذه الجماعات من قِبل النازحين، تشير السلطات عموماً إلى المسلحين المُرتبطين بتنظيمي القاعدة أو داعش.

في سبتمبر 2023، هاجم مسلّحون مخيم ويندو وقتلوا ثمانية من سكانه. وفي تقرير حديث نشره المجلس النرويجي للاجئين، تبيّن أن بوركينا فاسو تشهد أسوأ أزمة نزوح مهملة للعام الثاني على التوالي، حيث وصل ربع النازحين المُقدّر عددهم بنحو مليوني شخص إلى بوركينا فاسو قادمين من مناطق الساحل شمالاً، وفقاً للبيانات الرسمية.

وفي بداية العام، كانت نسبة 85% من المدارس و 69% من مرافق الصحة في منطقة الساحل مغلقة، وفقاً لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (اوتشا). وأثناء زيارته للمخيمات في نهاية مايو، أشار الأمين العام للمجلس النرويجي يان إيغلاند إلى أن المنطقة الساحلية "منطقة تُهمل بشكل منهجي".

وأوضح أن الوضع قد تفاقم بسبب الأزمة الدبلوماسية بين الدول الغربية المانحة والقادة العسكريين الذين تولوا السلطة في ثلاث دول تعاني من نشاط الجماعات المسلحة، وهي بوركينا فاسو ومالي والنيجر. وبالرغم من إعلان السلطات البوركينابية دحر الجماعات الجهادية، إلا أن لا نهاية قريبة لأعمال العنف في بعض المناطق التي خارجة عن سيطرة الجيش.

في مخيم تورودي، الموجود بالقرب من دوري، وصل أمادو ديكو مع عائلته قبل ستة أشهر، حيث قال: "نحن هنا بلا ممتلكات، علينا أن نعتمد على أنفسنا للبقاء". يُكسب بعض الرجال مبالغ ضئيلة من التنقيب غير القانوني عن الذهب في المنطقة المحيطة، على الرغم من خطر التعرّض لهجمات المسلحين

موضوعات متعلقة