اتحاد العالم الإسلامي
اتحاد العالم الإسلامي
رئيس مجلس الإدارة د. محمد أسامة هارون رئيس التحرير محمود نفادي

إحباط مؤامرة تهريب أسلحة بالأردن.. تورط إيران ومخاوف من زعزعة استقرار المنطقة

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

في ظل استمرار الحرب الإسرائيلية في قطاع غزة للشهر السابع على التوالي، تصاحبت الأحداث في المنطقة مع تحركات سرية لمكافحة محاولات تهريب الأسلحة وتنفيذ أعمال تخريبية في الأردن. وفي توقيت حساس إقليميًا، أعلنت السلطات الأردنية عن إحباط مؤامرة تهريبية تقف وراءها إيران، حيث كشفت مصادر أردنية مطلعة عن توريط فصائل مدعومة من إيران في سوريا في إرسال شحنات سرية من الأسلحة إلى خلية تابعة لجماعة الإخوان المسلمين في الأردن، والتي تحاكي علاقتها مع الجناح العسكري لحركة حماس الفلسطينية.

وقد تمت عملية الاستيلاء على المخبأ عندما تم القبض على أفراد الخلية في أواخر مارس، وهم أردنيون من أصل فلسطيني، وفقًا لما نقلته وكالة رويترز اليوم الأربعاء.

على الرغم من ذلك، فقد رفض المصدران الكشف عن الأعمال التخريبية التي يُزعم أنه تم التخطيط لها، حيث أكدا أن التحقيقات الجارية تتم بسرية. واكتفيا بالإشارة إلى أن هدف المؤامرة كان زعزعة استقرار البلاد، خاصة في ظل إمكانية أن تصبح نقطة اشتعال إقليمية في حرب غزة. يُذكر أن الأردن يستضيف قاعدة عسكرية أميركية ويشترك في الحدود مع إسرائيل وسوريا والعراق، وكلاهما موطن لميليشيات مدعومة إيرانياً.

وبالرغم من ذلك، لم يتم تحديد نوع الأسلحة التي تم الاستيلاء عليها في شهر مارس، على الرغم من إعلانهما أن الأجهزة الأمنية نجحت في إحباط محاولات عديدة في الأشهر الأخيرة من قبل إيران والجماعات المتحالفة معها لتهريب مجموعة متنوعة من الأسلحة. وتشمل هذه الأسلحة ألغام كليمور ومتفجرات C4 وسيمتكس وبنادق كلاشنيكوف وقذائف كاتيوشا بقطر 107 ملم، بالإضافة إلى الصواريخ.

وفي سياق متصل، كشف المصدران أن معظم هذه الأسلحة التي تم ضبطها على مدى الأشهر السابقة كانت موجهة نحو الأراضي الفلسطينية في الضفة الغربية، والتي تخضع للاحتلال الإسرائيلي.

طريقة التهريب

لفت المصدران في الوقت نفسه إلى أن بعض الأسلحة، بما في ذلك تلك التي تم الاستيلاء عليها في مارس، كانت مخصصة للاستخدام داخل الأردن من قبل خلية الإخوان.

وأوضح أحد المصادر، وهو مسؤول مطلع على الأمور الأمنية، قائلاً: "أخفوا هذه الأسلحة في حفر تسمى النقاط الميتة، وحددوا موقعها عبر نظام تحديد المواقع العالمي (GPS) وصوروا موقعها ثم أمروا رجالهم باستعادتها من هناك"، في إشارة إلى الطريقة التي يتم بها تهريب السلاح بشكل عام.

وكشف المصدران أن السلطات الأردنية تعتقد أن إيران والجماعات المتحالفة معها، مثل حماس وحزب الله اللبناني، تسعى إلى تجنيد أعضاء متطرفين شبابًا من جماعة الإخوان في الأردن للانضمام إلى جماعاتها المناهضة لإسرائيل والولايات المتحدة، وذلك في محاولة لتوسيع شبكة طهران الإقليمية من الميليشيات.

ويُذكر أن الأردن أعلن مرارًا إحباط العديد من محاولات تهريب الأسلحة والمخدرات التي نفذها متسللون مرتبطون بالميليشيات الإيرانية في سوريا، مع تمكن بعض الشحنات من الدخول دون أن يتم اكتشافها.

إلا أن الشهرين الماضيين شهدا توتراً ملحوظاً بين عمان وطهران، التي نفت سابقا تورطها في عمليات التهريب هذه، إثر الهجوم بمئات الصواريخ والمسيرات الذي نفذته نحو إسرائيل، ورد الأخيرة أيضا.