اتحاد العالم الإسلامي
اتحاد العالم الإسلامي
رئيس مجلس الإدارة د. محمد أسامة هارون رئيس التحرير محمود نفادي

ما حكم أكل الأرانب.. بين الشريعة والسنة النبوية

تحوي الشريعة الإسلامية القاطعة على العديد من الأحكام التي تحظر بعض الأطعمة بشكل واضح ومباشر، وتوجد تفاصيل إضافية في السنة النبوية المطهرة حول بعض الأطعمة التي تجنبها النبي صلى الله عليه وسلم، ومن بين هذه الأطعمة التي أثارت الجدل هو لحم الأرنب. هل كان النبي صلى الله عليه وسلم يمتنع عن تناوله؟ وما رد فعل الصحابة الكرام تجاهه؟

من الواضح أن القرآن الكريم حظر بعض الأطعمة بشكل صريح، ولكن من المهم أيضًا النظر إلى السنة النبوية لفهم المزيد من التفاصيل حول هذه الحظر، ومن خلال دراسة السنة النبوية، نجد أن النبي صلى الله عليه وسلم امتنع عن بعض الأطعمة، ولكنه لم يحرمها بشكل صريح.

من بين الأطعمة التي أثارت الجدل هو لحم الأرنب، ففي القرآن الكريم والسنة النبوية لم يرد تحريم صريح للأرنب، وبالتالي يعتبر مباحًا وقابلًا للاستهلاك، وهذا يتوافق مع اجماع علماء المسلمين الذين أجازوا استهلاك لحم الأرنب وصيده، وقد جاءت أحاديث في السنة النبوية تشير إلى أن النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام تناولوا لحم الأرانب وأكدوا حلاليته.

يعد الأرنب من الحيوانات المباحة، من الطعام ومن الصيد، بإجماع علماء المسلمين، فالأرنب، والظباء صيد، وهكذا الوعل صيد، مباح، وهكذا جميع الحيوانات التي بينها الرسول ﷺ في بيان الحلال من الحيوانات: الإبل، البقر، الغنم، الظباء، الأرانب، الوبر، الضبع، كلها صيد. نعم، المحرم؛ كل ذي ناب من السباع، ما عدا الضبع، وكل ذي مخلب من الطير. نعم، كالنمر، والأسد، والفهد، والذئب، والكلب، والقط، والثعلب، هذه كلها محرم؛ لأنها ذات ناب. نعم، وهكذا ذات المخالب. نعم.

وجاء في سنن أبي داود أنه ورد عن عبد الله بن عمرو أنه كان بالصِّفاحِ -قال محمد: مكانٌ بمكَّةَ- وإن رجلًا جاء بأرنب قد صادها، فقال يا عبد الله بن عمرو، ما تقولُ؟ قال: قد جيءَ بها إلى رسول اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وأنا جالسٌ، فلم يأكُلْها، ولم يَنْهَ عن أكلِها، وزعم أنها تحيضُ.
وخلاصة حكم المحدث في الحديث: سكت عنه [وقد قال في رسالته لأهل مكة كل ما سكت عنه فهو صالح]