اتحاد العالم الإسلامي
اتحاد العالم الإسلامي
رئيس مجلس الإدارة د. محمد أسامة هارون رئيس التحرير محمود نفادي

التعاون التركي الصومالي في المجال الأمني.. شراكة استراتيجية قوية

التعاون التركي الصومالي
التعاون التركي الصومالي

تشهد العلاقات بين تركيا والصومال تعاونًا استراتيجيًا قويًا في مختلف المجالات، ويُعدّ المجال الأمني أحد أهم مجالات التعاون بين البلدين.

ساهمت تركيا بشكل كبير في تعزيز قدرات الأمن الصومالي،من خلال تقديم الدعم العسكري والتدريبي، وتأسيس أكاديمية الشرطة التركية الصومالية، وتقديم المساعدة في مكافحة الإرهاب والقرصنة.

وتعود جذور التعاون الأمني بين تركيا والصومال إلى عام 2011، عندما أرسلت تركيا أول دفعة من قوات حفظ السلام إلى الصومال،كجزء من بعثة الاتحاد الأفريقي لحفظ السلام في الصومال (أميصوم).
ومنذ ذلك الحين، واصلت تركيا تعزيز تواجدها العسكري في الصومال، حيث أقامت قاعدة عسكرية في مقديشو، وتُعدّ أكبر قاعدة عسكرية أجنبية في البلاد.

تقديم الدعم العسكري، حيث قدمت تركيا أسلحة ومعدات عسكرية للصومال، كما ساعدت في تدريب القوات الصومالية على استخدام هذه المعدات.
تأسيس أكاديمية الشرطة التركية الصومالية، والتي أُنشئت الأكاديمية عام 2015، وتُقدم تدريبًا على مستوى عالٍ لضباط الشرطة الصومالية.

تُشارك تركيا بشكل فعال في مكافحة الإرهاب في الصومال، وتُقدم الدعم للقوات الصومالية في محاربة جماعة الشباب الإرهابية، بالإضافة إلى أنها ترسل بانتظام سفنًا حربية إلى سواحل الصومال للمساعدة في مكافحة القرصنة.


أعلنت الرئاسة الصومالية أن الرئيس الصومالي، حسن شيخ محمود، ورئيس جهاز المخابرات التركية، إبراهيم كالين، بحثا سبل تعزيز التعاون الاستراتيجي بين تركيا والصومال.

وذكر بيان الرئاسة الصومالية أن الجانبين ناقشا خلال اجتماع عقد بينهما في العاصمة مقديشو، أمس الثلاثاء، سبل تعزيز التعاون الاستراتيجي في المجالات الرئيسية ذات الاهتمام المشترك، بما في ذلك الأمن والاستخبارات والجهود المشتركة لمكافحة الإرهاب وتعزيز الاستقرار الإقليمي.

ووقع الصومال مع تركيا اتفاق تعاون في مجال النفط والغاز الطبيعي، في شهر مارس 2024.

وفي شهر فبراير 2024، وقعت أنقرة اتفاقية تعاون دفاعي واقتصادي مع سلطات مقديشو، إلى جانب تقديم دعم أمني بحري لمساعدة الدولة الأفريقية في "الدفاع عن مياهها ومصالحها الإقليمية".

كذلك، استثمرت تركيا في مجالات أخرى تشمل التعليم والبنية التحتية والصحة.

وتأتي الاتفاقية الأخيرة تتويجًا لجهود أنقرة لتعزيز تواجدها في الصومال، والذي مر بمحطات بارزة بدءًا بعودة العلاقات بين البلدين عام 2011، ثم إشراف شركات تركية على تشغيل ميناء مقديشيو عام 2015، وصولًا إلى بناء قاعدة عسكرية تركية في الصومال عام 2017، وهو ما يرسخ وجود تركيا العسكري في منطقة ذات أهمية استراتيجية في القرن الأفريقي؛ حيث تقع بالقرب من ممرات نقل الطاقة في خليج عدن ومضيق باب المندب، وعلى مقربة من القواعد العسكرية الأمريكية والفرنسية والصينية واليابانية في جيبوتي، ما يكفل لتركيا مقعدًا بين الدول الكبرى الفاعلة في المنطقة.