اتحاد العالم الإسلامي
اتحاد العالم الإسلامي
رئيس مجلس الإدارة د. محمد أسامة هارون رئيس التحرير محمود نفادي

العلاقات المصرية الكويتية.. تاريخ استراتيجي يعزز استقرار الشرق الأوسط

العلاقات المصرية الكويتية
العلاقات المصرية الكويتية

تتميز العلاقات بين مصر والكويت بالعديد من الأبعاد التاريخية والثقافية والسياسية التي تمتد لعقود من الزمن. منذ استقلال الكويت في عام 1961، شهدت العلاقات بين البلدين عدة مراحل وتطورات، وقد تأثرت بالأحداث الإقليمية والدولية، ولكنها تظل على العموم قوية ومتينة.


تعتبر العلاقات المصرية الكويتية علاقات استراتيجية مهمة في المنطقة، وتحمل العديد من الفرص لتعزيز التعاون في مختلف المجالات، مما يعزز الاستقرار والازدهار في الشرق الأوسط.


وفي سياق متصل، يزور أمير الكويت، الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح، مصر، اليوم الثلاثاء، فى زيارة رسمية، وذكرت وكالة الأنباء الكويتية «كونا» أنه سيرافق أمير الكويت خلال الزيارة وفد رسمى رفيع المستوى.

وأكد السفير الكويتى لدى القاهرة، غانم صقر الغانم، أهمية الزيارة التاريخية التى يقوم بها أمير الكويت إلى مصر، اليوم، ويلتقى خلالها الرئيس عبدالفتاح السيسى.

وقال «الغانم»، فى تصريحات صحفية، إن الزيارة تعد الأولى للأمير منذ توليه مقاليد الحكم فى ديسمبر الماضى، وتأتى مع بداية تولى الرئيس السيسى الولاية الرئاسية الثالثة، مضيفًا أن الزيارة تحظى بترحيب كبير على المستويين الرسمى والشعبى.

وأضاف أن العلاقات الكويتية- المصرية تتميز بأنها أخوية وتاريخية وممتدة عبر عقود من الزمن، وتعتبر نموذجًا يحتذى به فى العلاقات العربية، وتلك العلاقات التاريخية ذات الخصوصية والتى تعود إلى ما قبل عهد استقلال دولة الكويت عام 1961، مرت بمحطات مهمة وتعززت بفضل الحكمة وتطابق الرؤى بين قيادتى البلدين طوال العقود الماضية، ما ساهم فى توطيدها بمختلف المجالات.


وأوضح أن زيارة الشيخ مشعل الأحمد من شأنها أن تعطى دفعة للعلاقات المتميزة بين البلدين الشقيقين ونقلها إلى آفاق أرحب لتغطى مجالات أوسع فى ظل القيادة الرشيدة للبلدين، مشيرًا إلى تطابق مواقف القيادتين حيال القضايا الإقليمية والدولية كافة، لاسيما القضية الفلسطينية وما يتعرض له الشعب الفلسطينى فى قطاع غزة من عدوان وحشى مستمر للشهر السابع على التوالى.

وشدد على أن الزيارة تؤكد حرص القيادة الكويتية على توثيق التواصل والتشاور بين الكويت والقاهرة حول مستجدات الأحداث إقليميًا ودوليًا، إلى جانب بحث القضايا محل الاهتمام المشترك وتطوير العلاقات الثنائية فى مجالات عدة، بما يعود بالنفع على البلدين الشقيقين.

وثمَّن مواقف مصر تجاه شقيقتها الكويت منذ عهد الاستقلال ووقوفها مع كل ما من شأنه تحقيق الأمن والاستقرار لدولة الكويت، كما أشاد بجهود مصر لتحسين بيئة ومناخ الاستثمار وفتح أبوابها أمام الاستثمارات العربية والأجنبية بصفة عامة، والكويتية بصفة خاصة، مشيرًا إلى ثقة القطاع الخاص الكويتى بالمناخ الاستثمارى فى مصر، خاصة فى ظل الإصلاحات الاقتصادية التى قامت بها الحكومة لتحسين بيئة الأعمال وجذب الاستثمارات الأجنبية.


بدأت العلاقات الرسمية بين مصر والكويت في أوائل القرن العشرين، وتعززت بشكل كبير خلال الفترة التي أعقبت استقلال الكويت، ولعبت مصر دورًا مهمًا في دعم الكويت أثناء الغزو العراقي لها في عام 1990، حيث شاركت بقواتها في عملية "تحرير الكويت".

تمثل العلاقات الاقتصادية أيضًا جزءًا مهمًا من التطورات، حيث تعاونت البلدين في مجالات مثل الاستثمار والتجارة والطاقة، وتشترك مصر والكويت في بعض القضايا الإقليمية والاقتصادية مثل الأمن البحري وأسعار النفط، تاريخ طويل من التبادل الثقافي بين البلدين ووجود مجتمع مصري كبير في الكويت يعزز الروابط الثقافية والاجتماعية.

هناك فرص كبيرة لتعزيز التعاون الاقتصادي بين البلدين في مجالات مثل الطاقة المتجددة والتكنولوجيا، ويمكن أن تتعاون مصر والكويت في تعزيز الاستقرار الإقليمي ومكافحة التطرف والإرهاب.


ويقدّر للكويت دعمها ثورة 30 يونيو من يومها الأول ومساندة جميع الخطوات التى نتجت عنها لاحقا وعلى رأسها خريطة الطريق بكل استحقاقاتها السياسية والاقتصادية ، كما أسهمت فى المصالحة بين مصر وقطر لتؤكد اهتمامها بتنقية الأجواء بين الدول العربية اقتصاديا.. فالزيارة تعد بالغة الأهمية، حيث من المعروف أن الاقتصاد يمثل الركيزة الأولى فى زيارات الرئيس الخارجية، ليقينه بحجم المشكلات الاقتصادية التى تعانى منها البلاد، بما يتطلب التركيز على دعم الاستثمارات المحلية والعربية والدولية، وبما يوفر للمواطن دعما تمويليا يتمثل فى إقامة مشروعات عملاقة تسهم فى توفير فرص عمل وموارد جديدة للقيمة المضافة للاقتصاد المصرى الذى يشعر الجميع بأنه بدأ مرحلة النهوض

ونشير فى هذا الصدد، إلى إعلان الكويت المشاركة فى القمتين الاقتصادية والعربية بالقاهرة مارس المقبل حيث تسلم رئاسة القمة العربية لمصر التى وصفها الوزراء الكويتيون بأنها «الدولة القادرة على حمل قضايا الوطن العربِى»، حيث أعربت عن ثقتها بأن مصر ستنهض على مختلف المستويات بفضل مخزونها الحضارى و قوتها البشرية .