اتحاد العالم الإسلامي
اتحاد العالم الإسلامي
رئيس مجلس الإدارة د. محمد أسامة هارون رئيس التحرير محمود نفادي

الفاشر.. نقطة جديدة في بحر الدماء السوداني

أزمة إنساني في السودان
أزمة إنساني في السودان

قالت الأمم المتحدة إن الأطراف المتحاربة في السودان تتجه فيما يبدو نحو اشتباكات كبيرة في مدينة الفاشر بشمال دارفور التي يقطنها مليونا شخص ونحو نصف مليون نازح داخليا.

وأشار مكتب المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة في بيان إلى أن "قوات الدعم السريع تطوق الفاشر، مما يشير إلى أن التحرك المنسق لمهاجمة المدينة قد يكون وشيكا" وفي الوقت نفسه، يبدو أن القوات المسلحة السودانية تتخذ مواقعها، بحسب ما أورده موقع صوت أمريكا.

وقال البيان إن المبعوث الأممي إلى السودان رمضان لعمامرة، يعمل مع الأطراف لتهدئة التوترات في الفاشر.

وبحسب ما ورد قُتل ما لا يقل عن 43 شخصاً، بينهم نساء وأطفال، في القتال الدائر في مدينة شمال دارفور منذ 14 أبريل عندما بدأت ميليشيات الدعم السريع، بدعم من الميليشيات المتحالفة معها، حملة للسيطرة على المدينة، آخر معقل متبقي للقوات المسلحة السودانية في دارفور.

وفي وقت سابق، حث المتحدث باسم مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك الأطراف على الوقف الفوري للعنف في الفاشر وما حولها.

وفي حديثه من العاصمة الكينية نيروبي، حذر سيف ماجانجو من أن القتال من أجل الفاشر، الذي يدور بالفعل خارج المدينة منذ عدة أسابيع، قد يأخذ منعطفاً نحو الأسوأ.

وقال المتحدث: “تشير التقارير إلى أن الطرفين شنا هجمات عشوائية باستخدام أسلحة متفجرة ذات آثار واسعة النطاق، مثل قذائف الهاون والصواريخ التي تطلقها الطائرات المقاتلة، في المناطق السكنية”.

وأضاف: "منذ أوائل أبريل، شنت ميليشيات الدعم السريع عدة هجمات واسعة النطاق على قرى غرب الفاشر التي يسكنها في الغالب مجتمع الزغاوة العرقي الأفريقي"، مشيراً إلى أن العديد من قرى الزغاوة قد أحرقت.

وأوضح: "مثل هذه الهجمات تثير شبح وقوع المزيد من أعمال العنف ذات الدوافع العرقية في دارفور، بما في ذلك عمليات القتل الجماعي".

وفي العام الماضي، أدى القتال والهجمات بين مجتمعات الرزيقات والمساليت الأفريقية في غرب دارفور إلى مقتل أو جرح مئات المدنيين، ونزوح الآلاف من منازلهم.

وقد أدى الصراع السابق في دارفور، الذي اندلع في عام 2003 بين المجتمعات العربية وغير العربية، إلى مقتل ما لا يقل عن 200 ألف شخص وترك إرثاً مميتاً من الألغام والمتفجرات من مخلفات الحرب، التي لا تزال تعيث فساداً في المجتمعات المحلية بعد فترة طويلة من انتهاء تلك الحرب.

تركت الحرب الجديدة بين الفصائل المتناحرة في الجيش السوداني والتي اندلعت العام الماضي أكثر من 18 مليون شخص يواجهون انعدام الأمن الغذائي الحاد واقتلعت ما يقرب من 9 ملايين من منازلهم.

وقال المتحدث باسم المفوضية السامية لحقوق الإنسان ماجانجو إن المدنيين المحاصرين في الفاشر يخشون التعرض للقتل إذا حاولوا الفرار من المدينة.

وأضاف: "يتفاقم هذا الوضع المزري بسبب النقص الحاد في الإمدادات الأساسية، حيث تعرضت شحنات السلع التجارية والمساعدات الإنسانية لقيود شديدة بسبب القتال، ولم تتمكن شاحنات التوصيل من المرور بحرية عبر الأراضي التي تسيطر عليها قوات الدعم السريع".

ويحث المفوض السامي تورك طرفي النزاع وحلفائهم على منح المدنيين ممرًا آمنًا إلى مناطق أخرى والسماح بوصول المساعدات الإنسانية الآمنة ودون عوائق إلى المدنيين الذين هم في أمس الحاجة إليها.

من جانبه، كرر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريس دعوته جميع الأطراف المتحاربة إلى "الامتناع عن القتال في منطقة الفاشر"، محذرًا من عواقب مدمرة على السكان المدنيين "الموجودين بالفعل في منطقة على شفا المجاعة".