اتحاد العالم الإسلامي
اتحاد العالم الإسلامي
رئيس مجلس الإدارة د. محمد أسامة هارون رئيس التحرير محمود نفادي

التواجد الإيراني في أفريقيا.. دوافع جيوسياسية واقتصادية

التواجد الإيراني في أفريقيا
التواجد الإيراني في أفريقيا

يتزايد التواجد الإيراني في أفريقيا بشكل ملحوظ منذ عقود، مدفوعًا بمزيج من العوامل الدينية والاقتصادية والسياسية. وتتنوع أشكال هذا التواجد لتشمل:

العلاقات الدبلوماسية: وسّعت إيران علاقاتها الدبلوماسية مع الدول الأفريقية بشكل كبير، حيث أقامت سفارات في معظم دول القارة. وتُشارك بانتظام في القمم والمؤتمرات الأفريقية.

النشاط الاقتصادي: تستثمر إيران بكثافة في مشاريع البنية التحتية والطاقة والتعدين في جميع أنحاء أفريقيا. كما أنها تُقدم قروضًا ومنحًا سخية للعديد من الدول الأفريقية.

الدعم الديني: تُموّل إيران وتدير العديد من المساجد والحوزات العلمية في أفريقيا، وتنشر المذهب الشيعي بنشاط.

التعاون العسكري: تُقدم إيران تدريبًا عسكريًا ودعمًا لبعض الجماعات المسلحة في أفريقيا، مثل حركة الشباب في الصومال


ازداد اهتمام إيران بالقارة الأفريقية خلال العقود الثلاثة الماضية، ليتحول إلى استراتيجية مدروسة تضعها ضمن أهم محاور اهتمامها الدولي. وتعود جذور هذا الاهتمام إلى دوافع رئيسية، تشمل:

1. مواجهة الحصار الدولي:

فرضت العقوبات الدولية على إيران، بسبب برنامجها النووي، قيودًا صارمة على علاقاتها التجارية والمالية مع الدول الغربية.
سعت إيران إلى كسر هذه العزلة من خلال التوجه شرقًا وجنوبًا، مما عزز علاقاتها مع الدول الأفريقية.
توفر أفريقيا فرصًا تجارية بديلة لإيران، وتتيح لها تجاوز بعض العقوبات المفروضة عليها.
2. الحصول على اليورانيوم:

تحتاج إيران إلى اليورانيوم لتطوير برنامجها النووي،
وتوفر بعض الدول الأفريقية، مثل النيجر، كميات من اليورانيوم يمكن أن تُشكل مصدرًا هامًا لإيران.
تسعى إيران إلى إبرام اتفاقيات مع دول أفريقية غنية باليورانيوم، لضمان حصولها على هذه المادة الحيوية.
3. دوافع أخرى:

التوسع الجيوسياسي: تسعى إيران إلى توسيع نفوذها الجيوسياسي في أفريقيا، وتعزيز علاقاتها مع الدول الأفريقية،
تصدير الثورة: تسعى إيران إلى نشر أفكارها الثورية في الدول الأفريقية، خاصة تلك ذات الأغلبية المسلمة.
الأمن القومي: ترى إيران في بعض الدول الأفريقية، مثل الصومال، حلفاء محتملين في مواجهة أعدائها، مثل الولايات المتحدة وإسرائيل.

تختلف دوافع إيران في مختلف الدول الأفريقية. ففي بعض الدول، تركز إيران على التعاون الاقتصادي، بينما تركز في دول أخرى على الدعم السياسي أو نشر التشيع.

لا تزال استراتيجية إيران في أفريقيا قيد التطور، حيث وتواجه إيران العديد من التحديات، مثل عدم الاستقرار السياسي في بعض الدول الأفريقية، ومنافسة الدول الغربية، خاصة الصين، على النفوذ في أفريقيا.

تُثير أنشطة إيران في أفريقيا قلق العديد من الدول الغربية والبلدان الأفريقية، حيث يخشى بعض أن تُستخدم إيران علاقاتها مع الدول الأفريقية لنشر التطرف أو زعزعة الاستقرار في المنطقة.