اتحاد العالم الإسلامي
اتحاد العالم الإسلامي
رئيس مجلس الإدارة د. محمد أسامة هارونرئيس التحرير أحمد نصار
ترامب يستثني الأردن من خفض المنح الأمريكية الخارجية جسر فوق نهر تومين.. دور كوريا الشمالية في الحرب الروسية الأوكرانية وتنامي تحالفها مع موسكو أوروبا تجهز خطة بديلة في مواجهة انسحاب أمريكي محتمل من مفاوضات أوكرانيا هل يتحول ترامب لدعم موقفها أمام روسيا؟.. أمريكا وأوكرانيا يوقعان «اتفاقية تاريخية» لاستغلال المعادن النادرة رسائل نارية بين واشنطن وطهران على أرض اليمن الملتهبة سياسة الخطوط الحمراء.. قراءة تحليلية في مواقف إدارة ترمب من ملفات إيران وروسيا وسوريا وغزة والسودان صراع الانتخابات الأمريكية يطل من جديد.. كامالا هاريس تستعد لمهاجمة ترامب الرئيس الفرنسي ورئيسة المفوضية الأوروبية يشاركان في باريس بمؤتمر لجذب الباحثين الأجانب الملك البريطاني تشارلز: رحلتي مع السرطان أظهرت «أفضل ما في الإنسانية» انكماش الاقتصاد الأمريكي يعصف بـ«وول ستريت».. وترامب يطالب الأمريكيين بالصبر القصف والنزوح والجوع.. «ثلاثية الموت» التي تخيم في سماء غزة الحكومة السورية تؤكد رفض كل أشكال التدخل الأجنبي بعد ضربة إسرائيلية دفاعاً عن الدروز

لماذا تشن إسرائيل هجمات بالفسفور الأبيض في غزة وداخل لبنان؟

على مدى الأشهر الستة الماضية، واصلت إسرائيل إطلاق ذخائر الفسفور الأبيض عبر الحدود على جنوب لبنان. وباعتباره غازا ساما، يضر العينين والرئتين ويمكن أن يسبب حروقا شديدة، وبالتالي يتم تنظيم استخدامه بشكل صارم بموجب القوانين الدولية.

ويقول الجيش الإسرائيلي إنّ استخدامه لهذا السلاح المثير للجدل ضد المسلحين في كل من غزة ولبنان أمر قانوني. ومع ذلك، تقول جماعات حقوق الإنسان إنه يجب التحقيق في الأمر باعتباره جريمة حرب. ويقول الأمريكيون إنّهم سيحققون في استخدام إسرائيل للفسفور الأبيض في كلا البلدين.

وباستخدام مثل هذه القذائف على مقربة شديدة من المدنيين، هل تنتهك القوات الإسرائيلية القانون؟ أم أنّ ذلك يعد حقاً خلال الحرب؟

"إنه يحلق مثل الضباب الأبيض. ولكن عندما يصطدم بالأرض، يتحول إلى مسحوق".

يقول علي أحمد أبوسمرة، وهو مزارع يبلغ من العمر 48 عاماً من جنوب لبنان، إنّه وجد نفسه محاطا بسحابة كثيفة من الدخان الأبيض في 19 أكتوبر 2023.

تحترق ذخائر الفسفور الأبيض عند درجات حرارة تصل إلى 815 درجة مئوية، وهي شديدة الاشتعال وشديدة السميّة.

يقول علي وهو من قرية الظهيرة "بدأت المياه تتدفق من أعيننا... لولا أننا كنا نغطي أفواهنا وأنوفنا بقطع قماش مبللة، لما كنّا على قيد الحياة اليوم".

وتحققت بي بي سي بشكل مستقل من الاستخدام المتكرر لذخائر الفسفور الأبيض من قبل الجيش الإسرائيلي، في أربع بلدات وقرى في لبنان بين أكتوبر 2023 ومارس 2024.

منذ بداية الحرب في غزة في أكتوبر من العام الماضي، تصاعد العنف أيضا على طول الحدود الإسرائيلية اللبنانية، ما أدى إلى سقوط ضحايا من الجانبين وتشريد آلاف الأشخاص.

ويعتبر حزب الله، المتحالف بشكل وثيق مع إيران وحليف حماس، أحد أكثر القوات العسكرية غير الحكومية تسليحا في العالم. وقد قوبلت الهجمات الصاروخية والطائرات من دون طيار، التي يشنها مقاتلو حزب الله بشكل شبه يومي، بغارات جوية ومدفعية ثقيلة من قبل الجيش الإسرائيلي بما في ذلك استخدام الفسفور الأبيض.

وعندما يُطلَقُ الفوسفور الأبيض من قذيفته، فإنّه يتفاعل مع الأكسجين لتكوين ستارة دخان سميكة، وهذا يوفر غطاءً فوريا تقريبا للقوات الموجودة على الأرض، ما يحجب الرؤية عن الأعداء. إنّه تكتيك عسكري فعال للغاية وقانوني في ظل ظروف معينة، ومع ذلك، فإنّه بموجب القانون الدولي، تقع على عاتق جميع الأطراف مسؤولية حماية المدنيين أثناء النزاعات المسلحة.

استُخدمَ الفسفور الأبيض من قبل معظم الجيوش الكبرى في العالم في القرن الماضي. وقد استخدمه الاتحاد السوفييتي على نطاق واسع خلال الحرب العالمية الثانية، وفقا لوكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية. كما اعترفت الولايات المتحدة باستخدامه في العراق عام 2004، ثم مرة أخرى في سوريا والعراق ضد داعش في عام 2017. أفادت إسرائيل أيضًا باستخدام المادة الكيميائية خلال هجوم 2008-2009 على غزة. ولكن بعد أن قالت الأمم المتحدة إن الجيش الإسرائيلي "مستهتر بشكل ممنهج" في هذا الشأن، قال الجيش الإسرائيلي في عام 2013 إنه "سيتم إخراج هذا السلاح من الخدمة الفعلية قريبا".

ومن المعروف أنّ مقاتلي حزب الله يتحركون في وحدات صغيرة، تتألف من شخصين إلى أربعة أشخاص. ويستخدمون الأحراش للاحتماء، وكثيرا ما يطلقون الصواريخ والقذائف عبر الحدود باتجاه الجيش الإسرائيلي المتمركز على الجانب الآخر. وربما يكون غمرهم بالدخان إحدى الطرق التي يستخدمها الإسرائيليون من أجل استهدافهم.

وفي الأيام التي تعرضت فيها قرية علي (الظهيرة) للقصف في الفترة من 10 إلى 19 أكتوبر، قال علي إنه لم تكن هناك مجموعات مسلحة في المنطقة.

يقول علي "لو كان حزب الله موجوداً، لكان الناس قد طلبوا منهم المغادرة لأنهم لا يريدون الموت. لم يكن حزب الله موجودا".

ولم تتمكن بي بي سي من التحقق بشكل مستقل من وجود أو عدم وجود أي جماعات مسلحة في القرية، في الأيام المحيطة بالهجمات.