اتحاد العالم الإسلامي
اتحاد العالم الإسلامي
رئيس مجلس الإدارة د. محمد أسامة هارون رئيس التحرير محمود نفادي

الأزمة الإنسانية في قطاع غزة: تحت وطأة الحرب والحصار

في ظل استمرار الحرب والحصار الإسرائيلي على قطاع غزة، يعاني السكان من نقص حاد في المواد الغذائية والمساعدات الإنسانية.

رغم جهود المنظمات الدولية والدول لتقديم المساعدات، إلا أن العقبات الكثيرة تحول دون وصول هذه المساعدات بشكل كاف إلى السكان المحتاجين.

تزايدت الشكاوى من ظاهرة اتجار المساعدات في الأسواق المحلية، حيث يتم بيع المواد الإنسانية بأسعار مرتفعة، مما يجعلها غير متاحة للفئات الأكثر احتياجًا.

تتعقد الأمور أكثر مع تقارير عن تهريب المساعدات وبيعها في السوق السوداء، ما يؤدي إلى تفاقم الأزمة الإنسانية في القطاع.

في هذه التقرير، سنستكشف تفاصيل هذه الظاهرة المروعة والتحديات التي تواجه جهود تقديم المساعدات الإنسانية في غزة.

تحت وطأة الحرب والحصار:

منذ بدء الحرب الإسرائيلية على غزة في 7 أكتوبر الماضي، يشكو سكان القطاع من نقص المواد الغذائية، مع إغلاق إسرائيل المعابر التجارية مع القطاع، وفرضها حصارًا على غزة، إضافةً إلى تقييد دخول المساعدات عبر معبر رفح الحدودي؛ حيث تصطف عشرات الشاحنات على الجانب المصري من الحدود في انتظار السماح لها بالمرور.

المحاولات لتخفيف المعاناة:

ولتخفيف معاناة الغزيين، لجأت دول عدة إلى الإنزال الجوي لشحنات الإغاثة، كما بدأت محاولات لإيصال المساعدات عبر ممر مائي من قبرص إلى غزة.

مساعدات للبيع:

لكن بعض الغزيين يواصلون الشكوى من إساءة توزيع المساعدات، وتحولها إلى سلع تُباع بالأسواق في بعض الحالات. ويتداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو تشير إلى «بيع مواد الإغاثة في الأسواق وبأسعار مرتفعة».

تحديات ومشكلات توزيع المساعدات:

الاحتلال الإسرائيلي هو المسؤول الأول عن ارتفاع أسعار المنتجات بشكل جنوني في قطاع غزة، وأيضاً عن نقص المواد من خلال عدم السماح للمساعدات بالدخول بالكم الكافي.

تأثيرات الظروف الاقتصادية:

تشير التقارير إلى أن السوق السوداء لبيع مواد الإغاثة تنمو بشكل كبير في ظل زيادة عدد اليائسين الذين يكافحون يوميًا للحصول على احتياجاتهم من الغذاء، مما يضطر الغزيين لشراء مواد الإغاثة المسروقة من قوافل المساعدات بأسعار خيالية. وكان المتحدث باسم منظمة الإغاثة الطارئة التابعة للأمم المتحدة "أوتشا"، ينس لايركه، قد أشار إلى "اقتحام الآلاف من سكان غزة مستودعات المساعدات ومراكز التوزيع واستيلائهم على الطحين والمؤن"، محذراً من "فوضى" تنتج عن ذلك.

الاستغلال الاقتصادي للأزمة:

يفرق مواطن غزاوي، مقيم حالياً في الدنمارك، عن الظاهرة المتفاقمة بعد الحرب، مؤكداً أن "بيع المساعدات ظاهرة قديمة، ربما تكون الحرب قد فاقمتها"، حيث يشير إلى أن البعض اعتاد بيع بعض مواد المساعدات التي لا يحتاجون إليها مقابل شراء أخرى يحتاجون إليها أكثر.

التحديات المستمرة:

تواجه عمليات توزيع المساعدات في غزة تحديات مستمرة، حيث يرى صافي أن "تجار الحروب استغلوا الوضع الكارثي وحاجة سكان قطاع غزة، واحتكروا الغذاء وباعوه بأسعار مرتفعة لتحقيق الثراء". وفي أكتوبر الماضي، حذرت وكالة تابعة للأمم المتحدة من "فوضى"، مشيرة إلى "اقتحام الآلاف من سكان غزة مستودعات المساعدات ومراكز التوزيع واستيلائهم على الطحين والمؤن".

وفي النهاية، بينما تستمر الحرب والحصار في تفاقم الأزمة الإنسانية في قطاع غزة، يظل البحث عن حلول لتوفير المساعدات وتقديم الدعم للسكان المتضررين أمرًا حيويًا. ومع ذلك، يتطلب ذلك تعاونًا دوليًا وإجراءات فعّالة للتصدي لظاهرة اتجار المساعدات وتحسين توزيعها بشكل عادل وفعّال.