اتحاد العالم الإسلامي
اتحاد العالم الإسلامي
رئيس مجلس الإدارة د. محمد أسامة هارون رئيس التحرير محمود نفادي

الإحسان في القرآن الكريم.. بر الوالدين أنموذجًا

بر الوالدين
بر الوالدين

دعا الله عز وجل في القرآن الكريم إلى بر الوالدين مصداقًا لقوله تعالى: { وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا * وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا} [الإسراء:23- 24]

ويأتي بر الوالدين بأشكال متعددة، منها الإحسان إليهما، والإنفاق عليهما إذا كانا فقيرين وكان الفرد قادرًا على ذلك، ومن ذلك مخاطبتهما بأحسن الكلام والأسلوب الحسن وخفض الصوت، وعدم رفع الصوت عليهما، والسمع والطاعة لهما في المعروف إذا أمروا بشيء لا يخالف شرع الله.

وقد جاء في القرآن الكريم والسنة النبوية تأكيد على فضل بر الوالدين وثوابه، فقد قال الله تعالى: {وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا} (النساء 36)، وفي السنة النبوية قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أَفْضَلُ الأَعْمَالِ إِيمَانًا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ الصَّلاَةُ عَلَى مِيقَاتِهَا، وَبِرُّ الْوَالِدَيْنِ"، وفي حديث آخر: "رِضَى الرَّبِّ فِي رِضَى الْوَالِدِ، وَسَخَطُ الرَّبِّ فِي سَخَطِ الْوَالِدِ".

ويُظهر بر الوالدين تعظيمًا للواجبات الإسلامية، فهو من أسباب قبول التوبة والرحمة الإلهية، كما ذكر في الحديث الشريف عن ابن عمر: "إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى يُعْطِي الْمُؤْمِنَ عَلَى بِرِّهِ وَالِدَيْهِ فِي حَيَاتِهِ وَبَعْدَ مَوْتِهِ"، وفي حديث آخر: "ثَلَاثٌ دَعَا لَهُنَّ لَمْ يَكُنْ دَعَاؤُهُنَّ مَرَدًّا: دَعْوَةُ الْمَظْلُومِ، وَدَعْوَةُ الْمُسَافِرِ، وَدَعْوَةُ الْوَالِدِ عَلَى وَلَدِهِ".

ويُعتبر بر الوالدين عملاً جليًا للعبادة في سبيل الله، فقد جاء في السنة النبوية: "إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى قَالَ: "مَنْ عَادَى لِي وَلِيًّا فَقْد آذَنْتُهُ بِالْحَرْبِ"، وَمَا تَقَرَّبَ إِلَيَّ عَبْدِي بِشَيْءٍ أَحَبَّ إِلَيَّ مِمَّا افْتَرَضْتُ عَلَيْهِ، وَمَا يَزَالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إِلَيَّ بِالنَّوَافِلِ حَتَّى أُحِبَّهُ، فَإِذَا أَحْبَبْتُهُ كُنْتُ سَمْعَهُ الَّذِي يَسْمَعُ بِهِ، وَبَصَرَهُ الَّذِي يُبْصِرُ بِهِ، وَيَدَهُ الَّتِي يَبْطِشُ بِهَا، وَرِجْلَهُ الَّتِي يَمْشِي بِهَا، وَإِنْ سَأَلَنِي لَأُعْطِيَنَّهُ، وَلَئِنِ اسْتَعَاذَنِي لَأُعِيذَنَّهُ، وَمَا تَرَدَّدْتُ عَنْ شَيْءٍ أَنَا فَاعِلُهُ تَرَدُّدِي عَنْ نَفْعِ عَبْدِي، فَإِنْ أَحَبَّنِي أَحْبَبْتُهُ، وَكُنْتُ سَمْعَهُ الَّذِي يَسْمَعُ بِهِ، وَبَصَرَهُ الَّذِي يُبْصِرُ بِهِ، وَيَدَهُ الَّتِي يَبْطِشُ بِهَا، وَرِجْلَهُ الَّتِي يَمْشِي بِهَا، وَلَئِنْ سَأَلَنِي لَأُعْطِيَنَّهُ، وَلَئِنِ اسْتَعَاذَنِي لَأُعِيذَنَّهُ".