من الكتاب والسنة.. العين والحسد من الإنس والجن وهذا علاجهما

﴿ يَا بَنِي لا تَدْخُلُوا مِنْ بَابٍ وَاحِدٍ وَادْخُلُوا مِنْ أَبْوَابٍ مُتَفَرِّقَةٍ وَمَا أُغْنِي عَنكُمْ مِنْ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ إِنْ الْحُكْمُ إِلاَّ لِلَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَعَلَيْهِ فَلْيَتَوَكَّلْ الْمُتَوَكِّلُونَ ﴾؛ في هذه الآية الكريمة إشارة من القرآن الكريم إلى العين على لسان نبي الله يعقوب حين نصح إخوة يوسف بالدخول على حاكم مصر وهو حينها يوسف عليه السلام.

وأخبر الله جلا في علاه رسوله صلى الله عليه وسلم عن حسد الكــافــرين له ومحاولة إنفاذه بأبصارهم فقال جل وعلا: ﴿ وَإِنْ يَكَادُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَيُزْلِقُونَكَ بِأَبْصَارِهِمْ لَمَّا سَمِعُوا الذِّكْرَ وَيَقُولُونَ إِنَّهُ لَمَجْنُونٌ ﴾. ومعنى: ﴿ لَيُزْلِقُونَكَ ﴾: أي: يحسدونك ويَعَينونك بأبصارهم؛ وقال ابن كثير في تفسيره: وفي هذه الآية دليل على أن العين إصابتها وتأثيرها حق بأمر الله عز وجل كما وردت بذلك الأحاديث المروية من طرق متعددة كثيرة.

عين الجن وعين الإنس

العين إنسيّة وجنية، بمعنى أنها تصيب من الجنّ كما تصيب من الإنس، فعن أم سلمة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لجارية في بيتها رأى في وجهها سفعة: ((بها نظرة، استرق لها))

وكان صلى الله عليه وسلم يتعوذ من الجان ومن عين الإنسان، وحينما نزلت المعوذتان أخذ بهما وترك ما سوى ذلك.

وقد يكون العائن صالحًا، وربما يصيب أقرب الناس إليه وإن لم يقصد من والد أو ولد؛ ولذا يوصى المسلم عموما والعائن خصوصا بذكر الله والتبريك حينما يعجبه شيء، وتلك وصية من وصايا المصطفى صلى الله عليه وسلم حين يقول: ((إذا رأى أحدكم من نفسه أو ماله أو من أخيه ما يعجبه فليدع له بالبركة، فإن العين حق))

كيف تحمي نفسك من العين والحسد؟

وعلى أن المسلم نفسه ينبغي أن يحتاط لنفسه بمحافظته على الأذكار والأوراد والرقى الشرعية فهي أعظم ما يحفظ الله بها الإنسان، ومن ذلك المعوذتين، ﴿ قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ ﴾ و﴿ قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ ﴾ ما تعوذ متعوذ بمثلهما، وقراءة آية الكرسي والآيتين الأخيرتين من سورة البقرة يحفظ الله بهما عباده المؤمنين، إلى غير ذلك من أوراد الصباح والمساء.

وقال ابن القيم: "ومما يدفع به إصابة العين قول: ما شاء الله لا قوة إلا بالله، روى هشام بن عروة عن أبيه أنه كان إذا رأى شيئا يعجبه أو دخل حائطا من حيطانه قال: ما شاء الله ولا قوة إلا بالله. بمعنى أن صاحب النعمة يقول على نعمته ما شاء الله لا قوة إلا بالله.

الرقية الشرعية

ومما يقال في الرقية رقية جبريل عليه السلام للنبي صلى الله عليه وسلم التي رواها مسلم في صحيحه: ((بسم الله أرقيك، من كل شيء يؤذيك، من شر كل نفس أو عين حاسد الله يشفيك، باسم الله أرقيك)). ولقد رخص النبي صلى الله عليه وسلم بالرقية، وقال لأسماء بنت عميس رضي الله عنها: ((ما لي أرى أجسام بني أخي ضارعة؟!)) أي: نحيفة، قالت: لا، ولكن العين تسرع إليهم، فقال: ((ارقيهم))، فعرضت عليه فقال: ((ارقيهم)).