اتحاد العالم الإسلامي
اتحاد العالم الإسلامي
رئيس مجلس الإدارة د. محمد أسامة هارون رئيس التحرير محمود نفادي

مسجد السيد البدوي من أهم وأكبر المساجد التاريخية الأثرية في مدينة طنطا

مسجد السيد البدوى
مسجد السيد البدوى

مسجد السيد البدوي من أهم وأكبر المساجد التاريخية الأثرية في مدينة طنطا بالغربية، وهو من أهم المعالم السياحية والآثار الإسلامية في منطقة وسط الدلتا.

اسمه أحمد بن علي بن يحيى البدوي الحسيني الفاسي، وُلد في مدينة فاس المغربية سنة 596 هـ/1199 م، وتُوفي في مدينة طنطا سنة 675 هـ/1276 م. كان إمامًا صوفيًّا سنيًّا عربيًّا، وثالث أقطاب الولاية الأربعة لدى المتصوفين وإليه تُنسب الطريقة البدوية. لُقب بالبدوي لأنه كان دائم تغطية وجهه باللثام مثل أهل البادية، وله الكثير من الألقاب، أشهرها: شيخ العرب الملثم، أبو الفتيان، أبو العباس، السطوحي، عيسوي المقام، القطب النبوي، بحر العلوم والمعارف، الصامت، القدسي، الزاهد، جياب الأسير، العطاب، ولي الله، ندهة المضام، محرش الحرب، أبو العباس، الأسد الكاظم.

كانت له مشاركات عسكرية؛ فقد اشترك في الانتصار على الصليبيين. يُنسب له العديد من الكرامات، أشهرها أنه كان ينقذ الأسرى المصريين من أوروبا الذين تم أسرهم في الحروب الصليبية، ولذلك انتشرت مقولة في التراث الشعبي المصري هي: "الله الله يا بدوي جاب اليسرى"؛ أي أن البدوي قد جاء بالأسرى.

المسجد بُني على الطراز المملوكي الحديث علي أعمدة ومقرنصات، ويضم محرابًا رائعًا عبارة عن قطع من الفسيفساء النادرة وقد تم توسيع المسجد، بعدما تمت إزالة رواق القبلة، وإضافة منارتين للمسجد بارتفاع 85 مترًا وأُضيفت إليه مساحة 2000 متر أخرى.
يعود أصل بناء المسجد إلى القرن 13 عندما تُوفي السيد أحمد البدوي؛ فأقام تلميذه عبد المتعال زاوية حول مقبرته كان يؤمها تلاميذه ومريدوه، وبعد سنوات أصبحت الزاوية مسجدًا كبيرًا؛ فقد بني علي بك الكبير -حاكم مصر في زمن المماليك- المسجد والقباب والمقصورة النحاسية حول الضريح، وأوقفت له الأوقاف وقفًا للإنفاق على المسجد الذي أصبح واحدًا من أكبر مساجد مصر؛ حيث تقدر مساحته بنحو 6300 متر، وهو مربع الشكل به صحن كبير تحيط به الأروقة من جميع الجهات وتغطي الصحن قبة مرتفعة وفي الجهة الغربية للمسجد يقع ضريح السيد البدوي. كما يضم المسجد مجموعة من مقتنياته منها مسبحته التي يبلغ طولها عشرة أمتار، وبها ألف حبة وصُنعت من خشب العود والعنبر، وتفوح منها رائحة المسك وأيضًا عمامته ولثامه وعصاه الخشبية.

تميزت المساجد في عهد المماليك والعثمانيين بالزخارف الملونة من داخل المسجد والكتابات الإسلامية، كما أن عواميد المسجد، لكل منها قارئ أو معلم مثل المسجد الأزهر، وللمسجد 5 أبواب أكبرها البوابة الأمامية ولم يكن بشكله المعتاد الذي عليه في الوقت الحالي منذ بناء السلطان قايتباي.
في عهد الرئيس السابق محمد أنور السادات، أُدخلت توسعات جديدة، وأبرزها المئذنتان الكبيرتان في الجهة الأمامية للمسجد عام 1975، وآخر أعمال ترميمية به كانت عام 2005.