نتنياهو: الحرب مع إيران تتيح فرصة لعودة الأسرى من غزة

قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الأحد إن الحرب التي استمرت 12 يوما مع إيران أتاحت فرصا لإسرائيل أولها عودة الأسرى الذين تحتجزهم حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) في غزة منذ الهجوم الذي قادته على إسرائيل في السابع من أكتوبر 2023.
وجاءت هذه التعليقات بالتزامن مع قرار محكمة القدس الجزئية تأجيل جلسة الاستماع إلى شهادة نتنياهو هذا الأسبوع في محاكمته المستمرة منذ فترة طويلة بتهم تتعلق بالفساد، وهو ما أثار تكهنات حول إمكانية تحقيق تقدم على صعيد إنهاء الحرب في غزة وإطلاق سراح الأسرى.
وقبلت المحكمة يوم الأحد طلب نتنياهو تأجيل الجلسة وذلك استنادا إلى أسباب دبلوماسية وأمنية سرية. وأشار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يوم السبت إلى أن المحاكمة ربما تؤثر على قدرة نتنياهو على التفاوض.
وقال رئيس أركان جيش الاحتلال الإسرائيلي إيال زامير يوم الجمعة إن الحرب مع إيران التي انتهت في 24 يونيو يمكن أن تساعد في تحقيق الأهداف الإسرائيلية ضد حركة حماس المدعومة من إيران في قطاع غزة.
وقالت هيئة البث العامة الإسرائيلية (راديو كان) إن مجلس الوزراء الأمني المصغر اجتمع مساء الأحد، وسيجتمع مجددا اليوم الاثنين. وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أنه من المتوقع أن يصل وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر، المقرب من نتنياهو، إلى البيت الأبيض غدا لإجراء محادثات حول إيران وغزة.
وفي زيارة أجراها الأحد لمنشأة أمنية تابعة لجهاز الأمن العام (الشاباك)، قال نتنياهو “أود أن أبلغكم أنه كما تعلمون على الأرجح، أتيحت فرص كثيرة الآن بعد هذا النصر، فرص كثيرة”.
وأضاف وفقا لبيان صادر عن مكتبه “أولا وقبل كل شيء، إنقاذ الأسرى. وبالطبع، سيتعين علينا أيضا حل قضية غزة، وهزيمة حماس، لكنني أقدر أننا سنحقق كلا المهمتين”.
وقال مقر منتدى الأسرى وعائلات المفقودين، والذي يضم مدافعين عن الأسرى الخمسين المتبقين في غزة، إن تعليقات نتنياهو التي أعطت الأولوية للأسرى تمثل سابقة.
وأضاف في بيان “عائلات الأسرى ترحب بقرار نتنياهو، بعد مرور 20 شهرا، بوضع عودة الأسرى على رأس أولوياته”.
وتابع “هذا بيان بالغ الأهمية، ويجب أن يُترجم إلى اتفاق شامل لإعادة جميع الأسرى الخمسين وإنهاء القتال في غزة”.
ويُعتقد أن 20 فقط من الأسرى المتبقين على قيد الحياة.
وقال ترامب يوم السبت إن نتنياهو يتفاوض “حاليا” على اتفاق مع حماس، لكن أيا من الزعيمين لم يُقدم تفاصيل، وعبّر مسؤولون من الجانبين عن شكوكهم بشأن احتمالات التوصل قريبا إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.
واقترحت الولايات المتحدة وقف إطلاق نار لمدة 60 يوما وإطلاق سراح نصف الأسرى مقابل الإفراج عن سجناء فلسطينيين ورفات فلسطينيين آخرين. وستطلق حماس سراح الأسرى المتبقين بمجرد سريان وقف إطلاق نار دائم. وطلب جيش الاحتلال الإسرائيلي يوم الأحد من الفلسطينيين إخلاء مناطق في شمال غزة قبل تصاعد القتال ضد حماس.
وقال مسؤول في حركة حماس لرويترز إن الحركة أبلغت الوسطاء باستعدادها لاستئناف محادثات وقف إطلاق النار، لكنه أكد مجددا على مطالب الحركة بأن أي اتفاق يجب أن ينهي الحرب ويضمن انسحابا إسرائيليا من القطاع الساحلي.
وتقول إسرائيل إنها لن توقف الحرب إلا بعد نزع سلاح حماس وتفكيكها. وترفض حماس إلقاء سلاحها.
وأدى هجوم حماس على إسرائيل في 2023 إلى مقتل 1200 شخص واقتياد 251 أسيراً إلى غزة وذلك وفقا لإحصاءات إسرائيلية.
وتقول وزارة الصحة في غزة إن الحملة العسكرية الإسرائيلية اللاحقة على القطاع تسببت حتى الآن في استشهاد أكثر من 56 ألف فلسطيني بالإضافة إلى حدوث أزمة إنسانية كبيرة.