اتحاد العالم الإسلامي
اتحاد العالم الإسلامي

روسيا تُحذر من تداعيات الغارات الأمريكية على منشآت إيران النووية

روسيا
محمود المصري -

في ظل تصاعد التوترات في الشرق الأوسط، عبّر الكرملين عن قلقه العميق إزاء الغارات الجوية الأميركية التي استهدفت منشآت نووية إيرانية، معتبرًا أن من السابق لأوانه تقييم حجم الأضرار الفعلية التي لحقت بهذه المنشآت. المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، شدد خلال مؤتمر صحفي اليوم الأربعاء، على أن روسيا لا ترى مبررًا للهجمات الأميركية، مشيرًا إلى أن الوضع الراهن يدعو للقلق من ناحية أمنية وجيوسياسية.
تصريحات بيسكوف جاءت في سياق ردّه على تقييم الرئيس الأميركي دونالد ترمب، الذي صرّح بأن الهجوم الأميركي الأخير "قضى فعليًا على البرنامج النووي الإيراني"، وهو ما اعتبرته موسكو مبالغة غير مدعومة بأدلة تقنية دقيقة، لا سيما في ظل غياب تقرير رسمي مستقل من الوكالة الدولية للطاقة الذرية.


وقد أظهرت صور التُقطت عبر الأقمار الاصطناعية، نُشرت بواسطة وكالة "رويترز"، دمارًا واسعًا في مباني مركز أصفهان للتكنولوجيا النووية، وهو ما يعزز الرواية الأميركية بشأن مدى فاعلية الضربة، لكنه لا يؤكد زوال البرنامج النووي كما أُعلن.


الكرملين أعرب أيضًا عن قلقه حيال تأثير هذه الهجمات على دور الوكالة الدولية للطاقة الذرية، معتبرًا أن الضربات قد أضعفت من مصداقية الوكالة، ووضعت حيادها على المحك، خاصة مع غياب دور رقابي واضح في الفترة الأخيرة. وأضاف بيسكوف أن موسكو تمتلك مؤشرات تفيد بوجود قنوات اتصال نشطة بين واشنطن وطهران، لكنها في الوقت ذاته تتابع التطورات عن كثب وتُبقي على قنوات حوارها الخاصة مع إيران.
في خلفية المشهد، تتشابك الحسابات الدولية بشأن مستقبل البرنامج النووي الإيراني، وسط صمت نسبي من أوروبا، وتوتر متزايد في منطقة الخليج. وتُثير الهجمات الأخيرة احتمال تحوّل الوضع إلى صراع إقليمي أوسع، خاصة مع احتمال رد إيراني قد يستهدف المصالح الأميركية أو حلفاءها في المنطقة، مما ينذر بموجة تصعيد جديدة في ساحة مضطربة أصلًا.

ترامب يعلن النصر

أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الأربعاء، أن الضربات الجوية الأميركية الأخيرة على المنشآت النووية الإيرانية ألحقت "دماراً شاملاً"، معتبراً أنها أعادت البرنامج النووي الإيراني إلى الوراء لعقود. وأضاف بثقة: "لن يصنعوا قنابل نووية لوقت طويل"، ملمحاً إلى أن واشنطن لن تتردد في تنفيذ ضربات جديدة إذا استشعرت أن طهران تعيد بناء قدراتها النووية، بقوله: "بالتأكيد".


يأتي هذا التصعيد في سياق متقلب يراوح بين المواجهة والتهدئة، إذ أشار ترامب إلى أن وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل يمضي "بشكل جيد جداً"، في محاولة لطمأنة الحلفاء والمجتمع الدولي بعد أسابيع من حرب جوية شرسة اندلعت في 13 يونيو الجاري، إثر قصف إسرائيلي مباشر لأهداف داخل إيران، وهو ما أشعل المخاوف من اتساع رقعة النزاع الإقليمي في ظل استمرار الحرب في غزة منذ أكتوبر 2023.


وفي موازاة التصعيد العسكري، لا تزال القنوات الدبلوماسية مفتوحة، حيث كشف ستيف ويتكوف، مبعوث الرئيس الأميركي للشرق الأوسط، أن المحادثات غير المباشرة بين واشنطن وطهران، والتي بدأت في أبريل الماضي، "واعدة"، وأن هناك أملًا في التوصل إلى اتفاق سلام طويل الأمد. هذه المحادثات تتركز على الملف النووي الإيراني، إذ تصر طهران على أن برنامجها مخصص لأغراض سلمية، بينما تهدف الولايات المتحدة إلى منع إيران من تطوير سلاح نووي تحت أي ظرف.