إسرائيل تفعّل ترسانتها السرية داخل إيران بعد ضوء أخضر أمريكي

في تطور هو الأخطر منذ سنوات في سياق التصعيد بين إسرائيل وإيران، كشفت القناة 12 العبرية نقلاً عن مصادر عسكرية، أن ما يجري داخل إيران "ليس مجرد عملية عسكرية بل حرب شاملة"، في تعبير لافت يعكس حجم وتعقيد الهجوم الذي نفذته إسرائيل ضد أهداف إيرانية خلال الأيام الأخيرة.
الجيش الإسرائيلي استدعى وحدات احتياط لتدعيم وجوده على الحدود الشمالية، مما يعكس تخوفًا من رد فعل محتمل من قبل حزب الله أو جهات إيرانية في سوريا ولبنان، بما ينذر بتوسيع رقعة المواجهة في أكثر من جبهة.
الضربات الإسرائيلية
في ذات السياق، أكدت وكالة "أسوشيتد برس" أن الضربات الإسرائيلية داخل إيران لا تزال مستمرة، ما يعني أن العملية تجاوزت الطابع المحدود أو الاستعراضي إلى ما يشبه حملة عسكرية منظمة وممتدة، في العمق الإيراني.
موقع "أكسيوس" الأمريكي كشف أن الهجوم الإسرائيلي كان ثمرة 8 أشهر من التخطيط السري المكثف، تخللته موافقات سياسية وعسكرية دقيقة، أبرزها حصول تل أبيب على ضوء أخضر أمريكي واضح، ما يرفع من منسوب التوتر الإقليمي ويضع واشنطن شريكة ضمنيًا في هذا التصعيد الحاد.
المعطيات التي نشرتها صحف أمريكية كـ"واشنطن بوست" و"هآرتس" و"يديعوت أحرونوت" العبرية، ترسم صورة قاتمة لحجم التدخل الإسرائيلي داخل الأراضي الإيرانية. فوفقاً لمصادر إسرائيلية، زرع الموساد خلايا عمليات متقدمة داخل إيران منذ شهور، وتم إدخال أسراب من الطائرات المسيرة المفخخة، إضافة إلى تهريب أسلحة دقيقة تم وضعها قرب مواقع دفاع جوي ومنشآت عسكرية استراتيجية.
قاعدة إسرائيلية سرية
اللافت أيضاً هو الإعلان عن إنشاء قاعدة إسرائيلية سرية للطائرات المسيّرة الهجومية داخل إيران، وهي سابقة عسكرية تعكس تحولًا في قواعد الاشتباك، إذ لم تَعُد إسرائيل تكتفي بالضربات الجوية من الخارج، بل باتت تمتلك أدوات تنفيذ دقيقة من الداخل الإيراني ذاته.
وأفادت المصادر بأن جهاز الموساد نفذ اغتيالات لعدد من العلماء النوويين الإيرانيين بلغ عددهم أكثر من 10، كما جرى استهداف أكثر من 300 موقع داخل إيران، مما يشير إلى تنسيق واسع النطاق بين الاستخبارات الإسرائيلية والقوات الجوية، بهدف شل البنية التحتية العسكرية والإستراتيجية الإيرانية.
الدلالات والتداعيات:
هذه الحملة، التي اتسمت بالتخطيط الطويل والاختراقات الأمنية الدقيقة، تشي بأن إسرائيل انتقلت من سياسة الردع إلى استراتيجية الهجوم الاستباقي داخل العمق الإيراني.
ويبدو أن الهجوم لا يستهدف فقط البنية النووية، بل يوجه رسالة ردعية للقيادة الإيرانية والقوى الإقليمية الداعمة لها.
أما حصول تل أبيب على ضوء أخضر من واشنطن، فيعني أن التحالف الإسرائيلي–الأمريكي تجاوز مرحلة التنسيق إلى مرحلة الشراكة في التصعيد، ما قد يؤدي إلى ردود فعل إيرانية مباشرة أو عبر وكلائها في المنطقة، ما يهدد بتوسيع الصراع ليشمل جبهات متعددة.
وبذلك، فإن المنطقة تقف على عتبة سيناريوهات خطيرة، أبرزها اندلاع مواجهة مفتوحة متعددة الأطراف، في ظل هشاشة الوضع الإقليمي واتساع دائرة الاشتباكات غير المعلنة بين الطرفين خلال السنوات الأخيرة.