”الأورومتوسطي”: الاحتلال الإسرائيلي يصعد سياسة التجويع تمهيدا لطرد جماعي للفلسطينيين

قال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، إن سلطات الاحتلال الإسرائيلي، أصدر منذ بداية العام 35 أمر تهجير قسري في قطاع غزة، بسياسة منهجية في إطار "هندسة تجويع وتهجير الشعب الفلسطيني من قطاع غزة .
ووتابع المرصد في بيان له اليوم السبت، أن تصعيد عمليات التهجير الجماعي يأتي في سياق تطبيق فعلي لاشتراط رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وقف العدوان على غزة بتنفيذ ما يُعرف بخطة ترامب، والتي تتضمن ترحيل الفلسطينيين من القطاع.
كما يرى المرصد أن إعلان نتنياهو صراحة أن الهدف النهائي هو تهجير سكان غزة يشكّل اعترافا صريحا بأن الحرب لم تكن موجهة ضد فصيل بعينه، بل استهدفت الوجود الفلسطيني برمّته، في تعبير واضح عن نية الإبادة والاقتلاع الجماعي، كما أضاف المرصد أن القتل الجماعي، والتجويع المتعمد، والتدمير واسع النطاق الذي تنفذه إسرائيل ضد قطاع غزة، ليست أفعالا عشوائية، بل أدوات ممنهجة تستخدم في إطار جريمة الإبادة الجماعية.
ولفت المرصد في بيانه إلى أن أوامر النزوح القسري تصدر دون أي مبرر عسكري حقيقي، وتهدف فقط إلى اقتلاع السكان من أراضيهم في انتهاك صارخ للقانون الدولي الإنساني.
واختتم المرصد بيانه بالتأكيد على أن حملة التهجير الحالية هي الأخطر منذ بدء العدوان، نظرا لتزامنها مع تصعيد في سياسة التجويع واتساع رقعة التدمير، مطالبا المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته القانونية والتدخل العاجل لوقف جريمة الإبادة الجماعية في قطاع غزة.
ومن جانبها راحت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" تدق ناقوس الخطر مجددًا بشأن الأوضاع الإنسانية الكارثية في قطاع غزة، مؤكدةً أن القطاع يواجه مجاعة شاملة وتدهورا غير مسبوق في القطاع الصحي، مع استمرار الحصار الإسرائيلي.
وومن جانبه قال عدنان أبو حسنة، المتحدث باسم وكالة أونروا، إن قطاع غزة يشهد نزوحًا داخليًا متسارعًا وخطيرًا بفعل تصعيد القصف الإسرائيلي، ما دفع أكثر من 600 ألف فلسطيني إلى الهروب من منازلهم، مشددا على أن الوضع في غزة غير مسبوق، ووصل إلى مستوى يهدد الحياة في كل بيت، ووصفه بـ"الفاجعة الكبرى".
ونوه أبو حسنة، خلال تصريحات خاصة لـ"القاهرة الإخبارية"، إلى أن الناس يتم تهجيرهم من شمال غزة وشرقها إلى مناطق وسط وغرب القطاع تحت القصف، بينما يعيشون ظروفًا قاسية في مخيمات مؤقتة بلا غذاء أو دواء، مضيفًا: "نتحدث عن أهالي فقدوا كل شيء، والآن يُدفع بهم قسرًا إلى مصير مجهول".
ولفت إلى أن الأطفال يُقتلون يوميًا، وكبار السن يموتون بصمت بسبب انعدام الدواء، وأن إسرائيل تنفذ "عمليات قصف متكررة تستهدف مدنيين يحاولون النزوح من منطقة لأخرى داخل قطاع غزة، دون إنذار أو مبرر، في سياق وصفه بـ'القتل الجماعي غير المسبوق'"، وأكد أن الوضع الميداني خطير للغاية، وهناك انهيار كامل في الأوضاع الإنسانية، منوها إلى أن عدد الشاحنات التي دخلت القطاع منذ بداية الأزمة لا يتجاوز 130 شاحنة، رغم أن هناك موافقات أمنية مسبقة على دخول نحو 400 شاحنة، ما يدل على عرقلة متعمدة لإدخال المساعدات.
وشدد على أن استمرار هذا الحصار الغذائي سيؤدي إلى تفشي المجاعة بشكل كارثي، ودعا أبو حسنة إلى تدخل دولي عاجل لمواجهة الأزمة، مؤكدًا أن الوضع لا يحتمل التأجيل.