اتحاد العالم الإسلامي
اتحاد العالم الإسلامي

تصعيد إسرائيلي يُسفر عن مجازر في خان يونس وجباليا ويُفاقم الكارثة الإنسانية

دمار
محمود المصري -

في تصعيد جديد للهجوم العسكري الإسرائيلي على قطاع غزة، استشهد اليوم الجمعة ما لا يقل عن 30 مواطنًا فلسطينيًا، بينهم عدد كبير من الأطفال، في سلسلة غارات استهدفت مناطق متعددة من القطاع، مع تسجيل أعلى حصيلة في مدينة خان يونس وجباليا شمالًا.
أفادت مصادر طبية ومحلية أن أكثر من 11 شخصًا من عائلة الدغمة قُتلوا جراء قصف استهدف منزلهم في بلدة عبسان الجديدة شرق خان يونس، في حين عجزت فرق الإسعاف عن الوصول إلى جميع الضحايا بسبب استمرار القصف وخطورة الوضع الميداني.

استشهاد عشرة مواطنين


كما شهدت مدينة دير البلح استشهاد عشرة مواطنين على الأقل، بعد استهداف مباشر لمكان تجمع لمتطوعين كانوا يحاولون إسعاف الجرحى، مما يشير إلى استهداف متعمد لفرق الإنقاذ. في شارع الجلاء بمدينة غزة، قُصفت شقة سكنية أسفرت عن استشهاد ثلاثة مواطنين، بينهم طفلة.
وفي منطقة التخييم الغربية بخان يونس، استُشهد طفلان شقيقان إثر قصف استهدف منزلًا لعائلة أبو عكر. كما أودى قصف سابق في بلدة بني سهيلا بحياة الشاب عنتر محمود الرقب (32 عامًا) متأثرًا بجراحه.

إسرائيل تستخدم روبوت عسكري


وفي تطور خطير آخر، فجّرت قوات الاحتلال منشأة طبية باستخدام روبوت عسكري في محيط مستشفى العودة شمال غزة، مما أدى إلى دمار واسع في المرافق الصحية واشتعال النيران في مخزن الأدوية، وسط منع فرق الدفاع المدني من التدخل.
شمالًا، استهدفت غارة مروحية إسرائيلية منزلًا في جباليا أدى إلى استشهاد أربعة مواطنين على الأقل، مع استمرار البحث عن أكثر من خمسين مفقودًا تحت الأنقاض، في ظل نقص حاد في المعدات اللازمة لعمليات الإنقاذ.

استهداف الأطفال مستمر


وفي بلدة المواصي جنوب القطاع، استُشهد طفل نتيجة استهداف خيمة تأوي نازحين بطائرة مسيّرة، بينما استُشهد مواطن آخر برصاص قناص قرب دير البلح. كما توفيت الطفلة نصرة الحواجري متأثرة بجراحها في قصف سابق على مخيم النصيرات.
منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر 2023، وُثقت أكثر من 175 ألف إصابة بين شهيد وجريح، معظمهم من النساء والأطفال، إلى جانب أكثر من 11 ألف مفقود، ونزوح مئات الآلاف من السكان، في ما تصفه مصادر حقوقية بأنه "إبادة جماعية ممنهجة" تُنفذها قوات الاحتلال بحق سكان القطاع.
ما يؤكد أن العمليات العسكرية الإسرائيلية، التي اتخذت طابعًا متصاعدًا في استهداف المدنيين والمرافق الصحية، لا تشير فقط إلى استمرار الانتهاكات الصارخة للقانون الدولي الإنساني، بل تؤكد أيضًا سياسة ممنهجة تسعى إلى تحطيم البنية الاجتماعية والمادية لقطاع غزة، وسط عجز دولي فاضح عن وقف هذه الكارثة الإنسانية.