مجازر متجددة في غزة.. 97 شهيداً بينهم أطفال بقصف إسرائيلي مكثف يستهدف النازحين

شهد قطاع غزة، فجر الأحد، واحدة من أكثر موجات التصعيد الإسرائيلي دموية منذ استئناف العمليات العسكرية في 18 مارس الماضي، وذلك بعد هدنة هشة استمرت شهرين. ووفقاً لبيانات وزارة الصحة الفلسطينية، ارتفع عدد الشهداء إلى 97 خلال الساعات الماضية، نتيجة غارات جوية إسرائيلية عنيفة طالت مناطق مدنية مكتظة، بما في ذلك خيام نازحين ومنازل مأهولة.
تفاصيل المجازر واستهداف المدنيين
وتركزت الضربات الإسرائيلية بشكل خاص على مدينة غزة وشمال القطاع، حيث سقط نحو 45 قتيلاً، بينما شهدت منطقة وسط القطاع مجازر مروعة أبرزها في حي بشارة بدير البلح، حيث استشهدت الإعلامية نور قنديل مع زوجها وطفلتهما، إثر استهداف منزلهم. وفي بلدة القرارة بخان يونس، استشهد الصحفي عبد الرحمن العبادلة، فيما لقي الصحفي عزيز الحجار مصرعه مع عائلته في قصف على منطقة بئر النعجة شمال القطاع.
وفي تصريح لوكالة الصحافة الفرنسية، قال محمود بصل، الناطق باسم الدفاع المدني في غزة، إن أكثر من نصف القتلى الذين جرى انتشال جثامينهم هم من الأطفال. وأكد أن الضربات استهدفت خيام نازحين في منطقة المواصي غرب خان يونس، حيث سقط 22 شهيداً وأصيب أكثر من 100، في واحدة من أكثر الهجمات دموية منذ بداية الحرب. كما استُهدف منزل في منطقة الفخاري شرق خان يونس، ما أسفر عن استشهاد رجل وطفله.
وفي بلدة جباليا شمال القطاع، استهدفت غارة إسرائيلية منزلاً لعائلة "مقاط" في شارع الزرقاء، وأسفرت عن استشهاد سبعة مدنيين على الأقل. وأصابت الغارات كذلك مستشفى العودة في تل الزعتر، مخلفة أضراراً جسيمة، ما يعكس تجاهلاً واضحاً للحماية التي يجب أن تحظى بها المرافق الصحية وفق القانون الدولي الإنساني.
وصفت حركة "حماس" استهداف خيام النازحين وإحراق المدنيين داخلها بـ"الجريمة الوحشية"، محمّلةً الإدارة الأميركية مسؤولية مباشرة عن التصعيد، بسبب "الدعم السياسي والعسكري غير المحدود" المقدم لإسرائيل، والذي يشجع – بحسب تعبير الحركة – على ارتكاب مزيد من الجرائم بحق المدنيين.
الاحتلال يواصل التوغل والمبررات
في المقابل، أعلن الجيش الإسرائيلي أنه باشر "ضربات واسعة" ونقل قوات للسيطرة على مناطق جديدة في القطاع، في إطار سعيه للإفراج عن رهائن محتجزين منذ هجوم 7 أكتوبر. وتواصل إسرائيل تبرير عملياتها تحت شعار "القضاء على حماس"، رغم تزايد الكلفة الإنسانية والانتهاكات الموثقة ضد المدنيين.
صمود الخدمات رغم الكارثة الإنسانية
ورغم الحصار المشدد والغارات المكثفة، تواصل وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) تقديم الحد الأدنى من خدماتها في غزة. وأعلنت أن فرقها لا تزال تعمل على جمع النفايات وتوفير المياه لنحو 475 ألف نسمة، في محاولة لتفادي تفاقم الكارثة الصحية والبيئية وسط تدمير البنية التحتية وغياب الأمان.