الهند وباكستان تناقشان الخطوات التالية من أجل إحلال السلام

وأعلن الجيش الهندي أمس الإثنين أن الحدود مع باكستان شهدت "أول ليلة هادئة في الأيام الأخيرة الماضية" بعد وقف إطلاق نار مفاجئ في نهاية الأسبوع.
وتم الاتفاق على هدنة السبت بعد أربعة أيام من هجمات صاروخية ومدفعية وبالطيران المسيّر بين البلدين، أسفرت عن مقتل 60 شخصاً على الأقل ونزوح الآلاف.
وسيناقش قائدا العمليات العسكرية في الهند وباكستان الخطوات التالية للجارتين المسلحتين نوويا، بعد وقف إطلاق النار الذي أعاد الهدوء إلى الحدود، بعد أعنف قتال بينهما منذ ما يقرب من ثلاثة عقود.
ولم ترد أي تقارير عن وقوع انفجارات أو قذائف خلال الليل، بعد بعض الانتهاكات التي وردت في مستهل تطبيق وقف إطلاق النار، إذ قال الجيش الهندي إن ليلة الإثنين كانت أول ليلة هادئة في الأيام القليلة الماضية على طول الحدود، على الرغم من أن بعض المدارس لا تزال مغلقة.
وتحدث وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو في وقت متأخر أمس الأحد مع نظيره البريطاني ديفيد لامي، وناقشا التوترات الراهنة بين الهند وباكستان.
ودعا الوزيران البلدين إلى الحفاظ على وقف إطلاق النار ومواصلة الاتصالات.
وقال روبيو إن الولايات المتحدة تدعم الحوار المباشر بين الهند وباكستان، وتحث على مواصلة جهود تحسين الاتصالات.
وقال القائد العام للعمليات العسكرية الهندية، إن الجيش أرسل "رسالة عبر خط ساخن" إلى باكستان، أمس الأحد، بشأن انتهاكات وقف إطلاق النار المتفق عليه هذا الأسبوع وأبلغها بنية نيودلهي الرد حال تكرارها.
وجاءت تصريحات المسؤول الهندي في الوقت الذي لا يزال فيه وقف إطلاق النار الهش صامداً على ما يبدو بعد أن تبادل الطرفان الاتهامات بشأن انتهاكات أولية، مساء أول من أمس السبت.
من جانبه، قال متحدث باسم الجيش الباكستاني خلال مؤتمر صحافي، إن باكستان قصفت 26 منشأة عسكرية هندية فيما حلقت عشرات الطائرات المسيرة فوق مدن هندية كبرى، منها العاصمة نيودلهي، في عمليات هجومية السبت.
وتم الاتفاق، على وقف إطلاق النار، بعد أن تبادل الخصمان اللدودان إطلاق النار بصورة مكثفة لمدة أربعة أيام، وهو الأسوأ منذ ما يقرب من 30 عاماً.
وأدى تبادل إطلاق الصواريخ والطائرات المسيرة على المنشآت العسكرية في البلدين إلى مقتل نحو 70 شخصاً.
وساعدت جهود دبلوماسية وضغوط من الولايات المتحدة في التوصل لوقف إطلاق النار بعد أن بدا أن النزاع آخذ في التوسع على نحو مقلق. لكن بعد ذلك بساعات فقط شهد الشطر الهندي من كشمير، حيث يتركز معظم القتال، قصفاً مدفعياً.
التفاهمات تستغرق وقتاً
قال اللفتنانت جنرال راجيف جاي القائد العام للقوات المسلحة الهندية خلال مؤتمر صحافي في إشارة إلى وقف إطلاق النار، "أحياناً، تستغرق هذه التفاهمات وقتاً لتؤتي ثمارها وتتجلى على أرض الواقع... كانت القوات المسلحة (الهندية) في حال تأهب قصوى ولا تزال على هذه الحال".
وأضاف جاي أن قائد الجيش الهندي كلف القادة العسكريين بالتعامل مع أي "انتهاكات من أي نوع" عبر الحدود بأفضل طريقة يرونها مناسبة. وقال، إن نظيره الباكستاني اتصل به ، واقترح على البلدين "وقف الأعمال القتالية" وطلب وقف إطلاق النار بشكل عاجل.
وفي وقت متأخر من مساء السبت، أكدت وزارة الخارجية الباكستانية التزامها اتفاقية الهدنة وألقت باللوم على الهند في هذه الانتهاكات.
وأعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترمب وقف إطلاق النار السبت، قائلاً إنه جرى التوصل إليه بعد محادثات بوساطة واشنطن.
وقال وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو، إن الهند وباكستان اتفقتا أيضاً على بدء محادثات حول "مجموعة كبيرة من القضايا في موقع محايد". وأشاد ترمب بقادة البلدين لاتفاقهم على وقف إطلاق النار، وقال إنه سيزيد التجارة معهما "بشكل كبير".
وتتقاسم الهند وباكستان السيطرة على كشمير، لكن تطالب كل منهما بالسيادة على الإقليم بالكامل. واندلعت بينهما حربان من قبل بشأن الإقليم.
وتتهم الهند باكستان بالمسؤولية عن التمرد في الجزء الخاضع لإدارتها من الإقليم، لكن إسلام آباد تقول إنها لا تقدم سوى الدعم المعنوي والسياسي والدبلوماسي للانفصاليين بكشمير.
العودة إلى الحياة الطبيعية
تضرر سكان الحدود من الجانبين بسبب القتال، إذ فر كثير منهم من منازلهم عندما اندلع القتال الأربعاء الماضي، بعد أسبوعين من هجوم أسفر عن سقوط قتلى في كشمير الهندية، الذي اتهمت الهند إسلام آباد بالضلوع فيه. ونفت باكستان هذا الاتهام.
وفي مدينة أمريتسار الهندية، مقر المعبد الذهبي المقدس لدى السيخ، عاد الناس إلى الشوارع، صباح أمس الأول الأحد، بعد انطلاق صفارة الإنذار إيذاناً بعودة الحياة إلى طبيعتها بعد التوتر الذي شهدته الأيام القليلة الماضية.
وفي بعض المناطق الحدودية، طلبت السلطات من السكان عدم العودة إلى منازلهم في الوقت الحالي. وفي مدينة بارامولا في كشمير الهندية، حذرت السلطات السكان من الاقتراب بسبب خطر الذخائر غير المنفجرة.
وفي أوري بكشمير الهندية، لا تزال محطة توليد كهرباء رئيسة تضررت جراء هجوم طائرات مسيرة باكستانية قيد الإصلاح.