اتحاد العالم الإسلامي
اتحاد العالم الإسلامي

الدفاع المدني الفلسطيني يعلن توقف 75% من مركباته لنفاد الوقود فضلاً عن التدمير

نفاد الوقود والتدمير يشلان حركة الدفاع المدني في غزة
خالد الحويطي -

أكد الدفاع المدني في غزة اليوم الخميس أن 75 في المئة من مركباته "توقفت" عن العمل لشح الوقود، بعد إحكام إسرائيل حصارها على القطاع منذ الثاني من مارس الماضي.

وقال الدفاع المدني في بيان مقتضب، "75 في المئة من مركباتنا توقفت عن العمل لعدم توفر السولار لتشغيلها". وأضاف "نعاني عجزاً كبيراً في توفر المولدات الكهربائية وأجهزة الأكسجين في غزة".

وفي حين حذرت منظمات الأمم المتحدة ودول عدة من "أزمة إنسانية" في قطاع غزة، تؤكد إسرائيل أن في غزة ما يكفي من طعام.

كما أعلن الدفاع المدني اليوم استشهاد ثمانية أشخاص، بينهم طفلة، في غارات إسرائيلية استهدفت مواقع عدة في القطاع المحاصر.

وقال المتحدث باسم الدفاع المدني محمود بصل لوكالة الصحافة الفرنسية في بيان فجر اليوم انتشال خمسة شهداء وعدد من المصابين، في استهداف من الطيران الحربي الإسرائيلي فجر اليوم لمنزل لعائلة أبو ريانفي في بلدة بيت لاهيا.

وفي بيان لاحق، أكد الدفاع المدني استشهاد طفلة، جراء "قصف مدفعي إسرائيلي على خيام النازحين غرب خان يونس" في جنوب القطاع.

وفي حي الشجاعية شرق مدينة غزة، جرى نقل شهيدين بعد قصف منزل وفق جهاز الدفاع المدني أيضاً.

ولم يصدر تعليق فوري من الجيش الإسرائيلي.

60 شهيداً في يوم واحد

استشهد نحو 60 شخصاً بغارات إسرائيلية على غزة أمس الأربعاء، في وقت يزداد الوضع الإنساني سوءاً، وفي ظل تنديد دولي بخطة إسرائيل توسيع عملياتها في القطاع المدمر والمحاصر.

وحث أكثر من 30 خبيراً مستقلاً يتعاونون مع الأمم المتحدة على تحرك دولي "الآن"، لمنع "القضاء" على الفلسطينيين في القطاع المحاصر.

وقال الخبراء الذين يعملون بتفويض من مجلس حقوق الإنسان في المنظمة، لكن لا يتكلمون باسمها، إن "الخيار جلي: إما الوقوف موقف المتفرج ومشاهدة مذبحة الأبرياء، أو المشاركة في صياغة حل عادل"، وحثوا العالم على تجنب "الهاوية الأخلاقية التي ننزلق إليها"، ورفضت إسرائيل هذه الاتهامات.

وبعد هدنة لمدة شهرين في أعقاب حرب استمرت أكثر من 15 شهراً بين إسرائيل وحركة "حماس" في غزة، استأنفت إسرائيل عملياتها العسكرية في الـ18 من مارس ، وأتى ذلك بعدما كانت إسرائيل أطبقت في مطلع الشهر ذاته الحصار على القطاع، ومنعت دخول المساعدات الإنسانية إليه.

59 شهيداً في الأقل بغارات إسرائيلية

الأربعاء، أعلن الدفاع المدني استشهاد 59 شخصاً في الأقل بغارات إسرائيلية، 33 منهم في ضربة على حي الرمال بمدينة غزة (شمال).

وهذه الضربة هي أكثر الهجمات حصداً للأرواح في القطاع، مذ استأنفت إسرائيل هجومها ضد "حماس" في الـ18 من مارس بعد هدنة هشة لشهرين.

وأظهرت لقطات صورتها وكالة الصحافة الفرنسية جثثاً ملقاة على الأرض في حي الرمال، بينما كان رجال يعملون على إجلائها وسط الزحام، وانتشر حطام بين طاولات على أرض ملطخة بالدماء في مطعم.

وقال الشاهد محمد الغزالي "هذا الشارع مكتظ بالمارة والعامة، تفاجأ الناس بغارة إسرائيلية على هذا المكان".

ووفق المتحدث باسم الدفاع المدني محمود بصل، وقعت الغارة بعد الظهر في حي الرمال، "إذ استهدفت طائرة مسيرة إسرائيلية بصاروخ مطعم التايلندي، ثم تلاه صاروخ آخر على بعد عشرات الأمتار قرب مبنى مستشفى الشفاء"، موضحاً أن "المطعم كان مكتظاً بمواطنين يحصل بعضهم على وجبات طعام كمساعدات، والمنطقة مكتظة بالمارة والباعة وأصحاب البسطات الصغيرة".

وفي شمال مدينة غزة، استشهد 15 شخصاً في الأقل في غارة إسرائيلية استهدفت مدرسة تؤوي مئات النازحين في حي التفاح، بحسب الدفاع المدني.

وأكد المصدر ذاته استشهاد ثمانية أشخاص من عائلة واحدة "وأصيب 12 آخرون، في غارة جوية إسرائيلية استهدفت منزلاً للعائلة في وسط مدينة خان يونس"، وتراوحت أعمارهم بين سنتين و54 سنة.

وقالت عبير شهاب التي فقدت شقيقها وعائلته "كانوا نائمين في بيتهم هو وزوجته وأطفاله، وقع البيت عليهم"، مضيفة "نموت من الجوع، ونموت من الحرب، ونموت من الخوف، ونموت من كل شيء، والعالم كله يقف متفرجاً علينا ونحن نموت".

ورداً على استفسار لوكالة الصحافة الفرنسية، لم يعلق الجيش الإسرائيلي على الغارات.

خطط إسرائيل تثير "مزيداً من المخاوف"

كانت إسرائيل أعلنت الإثنين خطة لـ"السيطرة" على القطاع تنص على تهجير غالبية سكانه البالغ عددهم نحو 2,4 مليون نسمة، مما أثار تنديداً دولياً.

وقال مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك إن هذه الخطط تثير "مزيداً من المخاوف" في شأن استمرار وجود الفلسطينيين كمجموعة في القطاع.

كذلك حذر وزراء خارجية إسبانيا وإيرلندا والنروج وسلوفينيا وأيسلندا ولوكسمبورغ في بيان مشترك، من أن تنفيذ خطة إسرائيل بالبقاء لأمد طويل في غزة يعني "تجاوز خط أحمر جديد"، و"تقويض أية فرصة لحل الدولتين القابل للتطبيق".

ومن جانبها تستعد إسبانيا لطرح مشروع قرار أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة تقترح بموجبه "إجراءات عاجلة لوقف المذبحة في حق المدنيين"، وضمان دخول "المساعدات الإنسانية".

واعتبر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن الوضع في غزة حالياً هو "الأكثر خطورة على الإطلاق".

وأعربت وزارة الخارجية السعودية عن "رفض المملكة القاطع" لخطط إسرائيل، داعية إلى "وقف الانتهاكات الاسرائيلية المتواصلة للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني".

كما دعت منظمة العفو الدولية إسرائيل إلى "التخلي فوراً عن أي خطط لضم غزة وإجبار الفلسطينيين على النزوح الجماعي"، الأمر الذي من شأنه أن يشكل "انتهاكاً خطراً للقانون الدولي".

الثلاثاء قال وزير المال الإسرائيلي بتسلئيل سموطريتش إن "غزة ستكون مدمرة بالكامل"، بعد انتهاء الحرب المستمرة بين إسرائيل وحركة "حماس" منذ أكثر من عام ونصف عام.

"حماس" ترفض "الاتفاق الجزئي"

الأربعاء رفض عضو المكتب السياسي في الحركة باسم نعيم المساعي إلى إبرام "اتفاق جزئي"، قبل زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى الشرق الأوسط من الـ13 إلى الـ16 من مايو.

وقال نعيم إن "حماس وفصائل المقاومة تؤكد إصرارها على الوصول إلى اتفاق شامل ورزمة كاملة لإنهاء الحرب والعدوان، وخريطة طريق لليوم التالي".

كما أكد أن "أهم الشروط لأي اتفاق هي ضمان وقف الحرب والانسحاب من القطاع، وإدخال المساعدات بصورة فورية" إلى القطاع، الذي يتضور سكانه جوعاً وعطشاً.

21 أسيراً على قيد الحياة وشكوك حيال 3 آخرين

قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أمس الأربعاء إن ثلاثة أسرى إسرائيليين في غزة كان يعتقد أنهم أحياء ربما لقوا حتفهم، ليبقى 21 أسيراً على قيد الحياة يقيناً، مؤكداً بذلك تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في هذا الصدد.

وقال ترامب في البيت الأبيض أول أمس الثلاثاء إن 24 أسيراً كانوا أحياء قبل أسبوع، لكن العدد الآن أصبح 21، وأضاف من دون نقل عن أي مصدر أو تقديم مزيد من التفاصيل، "أقول 21، لأن بحلول اليوم أصبحوا 21، توفي ثلاثة".

وقال جال هيرش منسق إسرائيل لشؤون الأسرى والمفقودين في منشور على موقع إكس إن حركة "حماس" تحتجز 59 أسيراً حالياً، 24 منهم على قيد الحياة، و35 لقوا حتفهم، وهي أعداد لم تتغير منذ الفترة التي سبقت تصريح ترمب، وأضاف "تتلقى كل أسر المخطوفين باستمرار أحدث معلومات لدينا عن أحبائهم".

وتؤكد تعليقات نتنياهو على ما يبدو الرقم الذي ساقه ترامب.

وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي في تصريحات مصورة نشرت على مواقع التواصل الاجتماعي "نعلم يقيناً أن 21 منهم على قيد الحياة، وهذا أمر لا خلاف عليه. هناك ثلاثة آخرون، للأسف، من غير المؤكد ما إذا كانوا أحياء".

ودفع تصريح ترمب مجموعة تمثل أسر الأسرى إلى الطلب من الحكومة الإسرائيلية إبلاغهم بأية معلومات جديدة على الفور.

وقال متحدث باسم تلك المجموعة إنها تدعو مجدداً "رئيس الوزراء إلى وقف الحرب لحين عودة آخر المخطوفين، هذه هي المهمة القومية الأكثر إلحاحاً وأهمية".

ومصير الأسرى قضية حساسة بالنسبة إلى معظم الإسرائيليين، وتسببت في تزايد القلق والانقسام في المجتمع الإسرائيلي مع استمرار الحرب.

وتشير الإحصاءات الإسرائيلية إلى أن إجمالي عدد الأسرى المحتجزين بلغ 251 شخصاً، خلال هجمات "حماس" على جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر 2023، إذ قتل فيها نحو 1200 شخص، معظمهم من المدنيين.

وأطلق سراح معظم الأسرى الذين عادوا أحياء لإسرائيل حتى الآن في إطار اتفاقات مع "حماس"، خلال وقفي إطلاق نار موقتين في أواخر 2023 وأوائل 2025.

ومنذ عمليات الخطف، ردت إسرائيل بهجوم جوي وبري على غزة قالت سلطاتها الصحية إنه أودى بحياة أكثر من 52 ألف فلسطيني، ودمر معظم القطاع الذي تديره "حماس".

وتقول الحكومة إن هدفي حربها هما تدمير "حماس" وإطلاق سراح الأسرى، وأعلنت هذا الأسبوع توسيع هجومها على غزة، مما أثار مخاوف عائلات الأسرى من أن يعرض هذا الهجوم ذويهم لمزيد من الخطر.