اتحاد العالم الإسلامي
اتحاد العالم الإسلامي

أوكرانيا تهاجم موسكو بمسيرات وتجبر السلطات الروسية على إغلاق 3 مطارات بالعاصمة

طائرات ركاب تابعة لشركات طيران روسية متوقفة في مطار بموسكو خلال عام 2022
خالد الحويطي -

قال مسؤولون روس إن أوكرانيا شنت هجوماً ليلياً بطائرات مسيرة استهدف العاصمة موسكو وأجبر السلطات على إغلاق المطارات الرئيسية الثلاثة في المدينة.

وقال رئيس البلدية سيرجي سوبيانين على تطبيق "تيليجرام" للتراسل إن خمس طائرات أوكرانية مسيرة في الأقل جرى تدميرها لدى اقترابها من موسكو.

وذكرت وكالة النقل الجوي الاتحادية الروسية (روسافياتسيا) على التطبيق نفسه أنها أوقفت الرحلات في مطارات فنوكوفو ودوموديدوفو وجوكوفسكي التي تخدم موسكو لضمان سلامة الملاحة الجوية.

قتلى أوكرانيون

أسفر قصف روسي في شرق أوكرانيا عن مقتل ثلاثة أشخاص في الأقل أمس الإثنين، وفق كييف، فيما قتل ثلاثة مدنيين روس في منطقة كورسك في هجمات أوكرانية بمسيرات، وفق سلطات المنطقة الروسية.

وجاء في بيان لوزارة الداخلية الأوكرانية على "تيليغرام" أنه "في منطقة سومي (شمال-شرق) تضرب روسيا منذ الصباح البلدات الحدودية".

وأعلنت الوزارة "مقتل شخصين وإصابة ثلاثة بينهم طفل" ونشرت صوراً لمبان سكنية متضررة. وأضافت أن الجيش الروسي شن ضربات جوية على قريتي فوروجبا وبيلوبيليا المجاورتين.

من جهته، أعلن حاكم منطقة دونيتسك، فاديم فيلاشكين، سقوط قتيل في قصف قرية نوفوكوإكونوميشنه (شرق أوكرانيا)، بالقرب من الخط الأمامي للمواجهة.

بالمقابل، أعلن حاكم كورسك بالوكالة ألكسندر خينستاين أن موظفين في شركة زراعية قتلا في هجوم بمسيرة على سيارة قرب قرية شيغوليوك، في هذه المنطقة الروسية المحاذية لأوكرانيا. وأضاف أن رجلاً يبلغ 53 سنة قتل في هجوم مشابه على "سيارة مدنية" في قرية زفانوي.

وقال خينستاين "يستمر العدو في تنفيذ ضربات دنيئة على أراضينا"، داعياً سكان المنطقة إلى "ممارسة أقصى درجات اليقظة".

وبعد أشهر من التكتم، أعلنت روسيا في نهاية أبريل (نيسان) الماضي أن مجموعة من الجنود الكوريين الشماليين شاركت في القتال ضد وحدات أوكرانية في منطقة كورسك، مؤكدة أن قواتها استعادت السيطرة على كل الأراضي التي كانت القوات الأوكرانية تسيطر عليها.

واقترحت روسيا وقفاً لإطلاق النار لمدة ثلاثة أيام، لمناسبة الاحتفال بالانتصار على ألمانيا النازية في الحرب العالمية الثانية. ولم توضح أوكرانيا ما إذا كانت تنوي الالتزام بهذه الهدنة التي أعلنها الرئيس فلاديمير بوتين.

محادثات ترامب وأردوغان

أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بعد اتصال هاتفي مع نظيره التركي رجب طيب أردوغان أنه يعتزم "العمل معه لوضع حد للحرب السخيفة الدامية بين روسيا وأوكرانيا".

وأكد الرئيس الأمريكي أنه أجرى "محادثة هاتفية جيدة ومثمرة للغاية" الإثنين مع الرئيس التركي تناولت أيضاً "سوريا وغزة وقضايا أخرى". وأضاف "دعاني الرئيس إلى زيارة تركيا وبالطريقة نفسها سيزور واشنطن"، مذكراً بعلاقته "الممتازة" مع أردوغان خلال ولايته الأولى (2017-2021).

ووجه الرئيس التركي كلمة شكر لدونالد ترامب على "نهجه في إنهاء الحروب" بحسب بيان للرئاسة التركية.

وشاركت تركيا العضو في حلف شمال الأطلسي، في اجتماعات الحلفاء الأوروبيين والبريطانيين حول أوكرانيا. وسبق أن عرض أردوغان عدة مرات استضافة مفاوضات السلام في بلاده.

وقنوات الاتصال مفتوحة بين الرئيس التركي ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، وبحثا على سبيل المثال أخيراً اتفاقاً في شأن أمن البحر الأسود.

واضطلعت أنقرة بوساطة عام 2022 لإبرام اتفاق يسمح بتصدير الحبوب الأوكرانية عبر البحر الأسود، رفضت روسيا تجديده.

وحث أردوغان نظيره الأمريكي على تخفيف العقوبات عن سوريا، مؤكداً بحسب مكتبه أن مثل هذا القرار بعد سقوط بشار الأسد، "سيساهم" في استقرار البلد الذي شهد حرباً.

نهاية مارس (آذار) الماضي، أكدت واشنطن أن تخفيف العقوبات لن يتم إلا بعد تحقيق تقدم في أولويات مثل محاربة "الإرهاب".

وبحسب أنقرة أبلغ أردوغان واشنطن أنه يجب تزويد قطاع غزة المساعدات الإنسانية "من دون انقطاع"، بعدما دمرته الحرب الإسرائيلية والخاضع لحصار مطبق منذ أكثر من شهرين.

وتوترت العلاقات بين تركيا والولايات المتحدة تدريجاً على مدى العقد الماضي بسبب خلافات على قضايا سياسية رئيسة مثل سوريا وعلاقات أنقرة الوثيقة مع موسكو.

وفي ظل إدارة الرئيس السابق جو بايدن، تطورت طبيعة العلاقات الأمريكية التركية إلى شراكة قائمة على التعاملات وليس على القيم التي كانت قائمة تقليدياً منذ انضمام أنقرة إلى حلف شمال الأطلسي قبل عقود.

ومع وصول ترامب للسلطة، تأمل أنقرة في أن تكون واشنطن أكثر وداً، على رغم أن الرئيس الجمهوري هو الذي فرض عقوبات على تركيا في أواخر 2020 بسبب شرائها أنظمة الدفاع الصاروخي الروسية أس-400.

وكان ترامب وصف علاقته بأردوغان خلال ولايته الرئاسية الأولى بأنها "ممتازة". وقال إن البلدين سيتعاونان على إنهاء الحرب في أوكرانيا.

ولم يقدم الجانبان أي تفاصيل عن الدور المحدد الذي ستلعبه أنقرة في العملية التي تعثرت، حتى مع تعهد ترامب في أثناء حملته الانتخابية بإنهاء الحرب في اليوم الأول من ولايته. وأحدث ترامب، منذ توليه منصبه في يناير (كانون الثاني) الماضي، انقلاباً في سياسة الولايات المتحدة تجاه الحرب في أوكرانيا وضغط على كييف للموافقة على وقف إطلاق النار مع تخفيف الضغط على روسيا التي شنت عملية عسكرية خاصة على جارتها في عام 2022.

ودأب ترامب على إلقاء اللوم على أوكرانيا في الحرب على رغم بدء موسكو عمليتها العسكرية ضد جارتها الأصغر، لكن الرئيس الأمريكي وجه في الآونة الأخيرة انتقادات لنظيره الروسي فلاديمير بوتين، مشككاً في صدق نواياه لإبرام اتفاق لإنهاء الحرب.