الأمين العام للأمم المتحدة يصف هجوم بورتسودان بـ«التطور المقلق»

أعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش عن "قلقه" إزاء التقارير المتعلقة بأول هجوم تنفذه قوات "الدعم السريع" على بورتسودان، المقر الحالي للحكومة السودانية الموالية للجيش، معتبراً أنه "تطور مقلق"، وفق ما ذكر متحدث باسمه أمس الإثنين.
وقال المتحدث فرحان حق للصحافيين إن أنطونيو غوتيريش "يشعر بالقلق إزاء التقارير الأخيرة التي تتحدث عن هجمات بطائرات مسيرة على منشآت عسكرية ومدنية بالقرب من مطار بورتسودان، والتي يشتبه بأن قوات الدعم السريع نفذتها".
واعتبر أن "هذا الهجوم على بورتسودان تطور مقلق يهدد حماية المدنيين والعمليات الإنسانية في منطقة كانت حتى الآن بمنأى من النزاع المدمر الذي تشهده أجزاء كثيرة من البلاد".
وأشار إلى أن هذا يبدو أحدث تطور في "سلسلة عمليات عسكرية انتقامية نفذتها قوات الدعم السريع والجيش السوداني، استهدفت مطارات في مناطق سيطرة" الطرف الآخر.
استهدفت ضربة نفذتها "الدعم السريع" بواسطة مسيرات لأول مرة مطار بورتسودان، المدينة الواقعة على البحر الأحمر والتي تتمركز فيها الحكومة الموالية للجيش، على ما أعلن المتحدث باسم الجيش أول من أمس الأحد.
وهذا الهجوم هو الأول من نوعه منذ اندلاع حرب مدمرة في أبريل (نيسان) 2021 على خلفية صراع على السلطة بين قائد الجيش عبدالفتاح البرهان، الذي يعد الحاكم الفعلي للسودان منذ انقلاب عام 2021، ونائبه السابق قائد قوات "الدعم السريع" محمد حمدان دقلو (حميدتي).
وأكد المتحدث أنه على رغم أن بورتسودان أصبحت مركزاً لتنسيق المساعدات الإنسانية في البلاد، فإن هذه الهجمات "لم تؤثر مباشرة" على أنشطة الأمم المتحدة في المدينة، مشيراً إلى تعليق رحلات الأمم المتحدة الجوية من بورتسودان وإليها "بشكل موقت".
في أعقاب الهجوم على مطار المدينة عزز الجيش السوداني انتشاره حول المنشآت الحيوية في العاصمة الإدارية الموقتة بورتسودان، بما فيها القصر الرئاسي وقيادة الجيش. وأعادت السلطات السودانية فتح المجال الجوي بعد 12 ساعة من تعليق الرحلات الجوية حرصاً على حماية وسلامة المسافرين والطواقم الجوية بعد عملية الاستهداف.
وتضم مدينة بورتسودان إلى جانب المطار الدولي الرئيس للبلاد عقب الدمار الكبير الذي أصاب مطار الخرطوم، مقر قيادة الجيش والميناء البحري الرئيس بالبلاد وقاعدة جوية وقاعدة فلامينغو البحرية.
وتفقد رئيس مجلس السيادة وقائد الجيش الفريق أول عبدالفتاح البرهان مطار بورتسودان بعد استهدافه، وأكد قدرة الجيش على التصدي للمهددات التي تمس الأمن القومي، مشيراً إلى أن "مثل هذه المحاولات الجبانة لن تثني الجيش عن مواصلة معركته الوطنية، حتى القضاء على التمرد وداعميه الإقليميين".
وجددت الحكومة السودانية دعوة المجتمع الدولي للإسراع في القيام بواجبه لحمل "الدعم السريع" على التوقف الفوري عن "هذه الأعمال الإجرامية التي تستهدف الشعب السوداني واستقراره وسلامة مرافقه الخدمية وبنياته التحتية"، وطالب بيان لوزارة الخارجية بتفعيل القوانين الدولية "والضغط على الدولة الإقليمية الراعية للميليشيات المتمردة للتوقف الفوري عن توفير الأسلحة الحديثة والتمويل والتخطيط الإجرامي لخلق مزيد من الفوضى وتهديد السلم والأمن الإقليمي والدولي".