اتحاد العالم الإسلامي
اتحاد العالم الإسلامي

إيران تؤكد التزامها بالدبلوماسية وترفض التهديدات.. النووي حق سيادي وليس محل مساومة

البرنامج النووي
محمود المصري -

في خضم توتر إقليمي متصاعد وتزايد الضغوط الغربية، أعلنت الحكومة الإيرانية تمسكها بخيار الدبلوماسية والمفاوضات مع الولايات المتحدة، مؤكدة أنها بانتظار إعلان سلطنة عمان لموعد الجولة المقبلة من المحادثات النووية، بعد تأجيل الجولة الرابعة التي كان من المقرر عقدها في روما يوم 3 مايو الجاري، لأسباب لوجستية بحسب مسقط.

إشارات مزدوجة وتأجيل مبهم
المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، إسماعيل بقائي، أوضح أن تأجيل المحادثات جاء باقتراح من الوسطاء العمانيين، وجرى بالتنسيق مع طهران وواشنطن. وبالرغم من التلميحات حول وجود خلافات بين الجانبين، شدد بقائي على أن إيران ما زالت متمسكة بخيار الحوار وملتزمة بمواصلة المفاوضات، مؤكداً أن بلاده شاركت في عدة جولات سابقة لإثبات حسن نيتها.
هذا التأجيل يثير تساؤلات حول النيات الفعلية للطرفين، ومدى جدية مسار التفاوض، خاصة مع صدور تصريحات متشددة من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، عبّر فيها عن رغبته في تفكيك البرنامج النووي الإيراني بالكامل.
إيران تتمسك بـ"حق التخصيب" وترفض الضغوط
إسماعيل بقائي أكد مجدداً أن استخدام الطاقة النووية لأغراض سلمية حق قانوني لإيران، في ظل التزامها بمعاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية، قائلاً:
"لا يمكن لأي طرف أن يطالب إيران بالوفاء بالتزاماتها دون أن يضمن لها حقوقها، ومن بينها التخصيب السلمي".
هذه التصريحات تأتي رداً مباشراً على محاولات أمريكية لإحياء "آلية الزناد" وإعادة فرض العقوبات، التي تعتبرها طهران إجراءً غير مبرر وغير قانوني، محذرة من أن تبعات أي إجراء أحادي ستقع على عاتق من يتبناه.


رد على التهديدات: "الدفاع سيكون حاسماً"


وفي مواجهة التصريحات العدائية الصادرة عن واشنطن، بما في ذلك تهديدات بوقف شراء النفط الإيراني، أكد بقائي أن إيران لا تتفاوض عبر الإعلام، وتتعامل مع أي تهديدات بجدية وحزم.
وأشار إلى أن أي اعتداء من أراضي دولة ثالثة سيُعتبر نقطة استهداف مشروع، وفقاً لمبدأ الدفاع عن النفس.


إيران تُبعد نفسها عن هجمات الحوثيين وتتهم إسرائيل بإثارة الفوضى


وعن الاتهامات المتكررة لإيران بدعم هجمات الحوثيين على أهداف إسرائيلية، جدد بقائي نفي طهران لأي دعم مباشر لتلك الهجمات، مؤكداً أن القرارات الميدانية تُتخذ بشكل مستقل من قبل اليمنيين. وهاجم إسرائيل بشدة، قائلاً إنها "تؤدي دور الوكيل لقوى خارجية وتسعى لزعزعة الاستقرار في المنطقة"، نافياً أن تكون طهران بحاجة إلى "وكلاء" لتحقيق مصالحها.
تعكس تصريحات الخارجية الإيرانية محاولة للتموضع بين الثبات والمرونة:
فهي ترفض صراحة التفكيك الكامل للبرنامج النووي، وتؤكد على حق التخصيب كأحد "الثوابت السيادية"،


لكنها في الوقت ذاته تفتح الباب أمام المفاوضات، وتنتظر بجدية من مسقط إعادة إطلاق جولة جديدة.


أما على الجانب الأمريكي، فإن خطاب الرئيس ترامب المتشدد يعكس رغبة في تحقيق مكاسب تفاوضية بالضغط السياسي والإعلامي، لكنه يتناقض مع تصريحه باستعداده "للسماح لإيران بالحصول على طاقة نووية سلمية" مقابل وقف مشروع التسلح.
في ظل هذا المشهد المتداخل، يبقى مصير الاتفاق النووي معلقًا بين التصعيد الدبلوماسي والتلويح بالعقوبات والضربات المحتملة، بينما تحاول سلطنة عمان، كوسيط تقليدي، إعادة ضبط إيقاع الحوار قبل أن يخرج عن مساره تمامًا.