اتحاد العالم الإسلامي
اتحاد العالم الإسلامي

إسرائيل تدعو المجتمع الدولي إلى التدخل لحماية الدروز بسوريا

جدعون ساعر وزير الخارجية الإسرائيلي
خالد الحويطي -

دعا وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر أمس الخميس المجتمع الدولي إلى توفير الحماية للدروز في سوريا، وذلك بعد يومين من اشتباكات طائفية في ريف دمشق خلفت عدداً كبيراً من القتلى.

وقال ساعر في بيان لمناسبة يوم الاستقلال في إسرائيل، "أدعو المجتمع الدولي إلى القيام بدوره في حماية الأقليات في سوريا، وبخاصة الدروز، من النظام وعصابات الإرهاب التابعة له"، مطالباً المجتمع الدولي بـ "أن لا يغض الطرف عن الأحداث الصعبة هناك".

اغتيال رئيس بلدية صحنايا

أفادت تقارير صحافية أمس الخميس بمقتل رئيس بلدية صحنايا في ريف دمشق رمياً بالرصاص على يد مجهولين.

ونقلت قناة "العربية" و"تلفزيون سوريا" أن رئيس بلدية صحنايا في ريف دمشق وابنه قتلا، بعد ساعات من دخول قوات وزارتي الدفاع والداخلية إلى المنطقة.

وأضاف "تلفزيون سوريا" أن الأمن العام فتح تحقيقاً للكشف عن ملابسات الجريمة، مشيراً إلى أن رئيس البلدية حسام ورور وابنه قتلا رمياً بالرصاص على يد مجهولين.

وكان ورور ظهر أمس الأول الأربعاء في مقطع فيديو من صحنايا عقب دخول قوات الأمن العام إلى المدينة، للحديث عن الوضع الأمني.

وأعلنت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) التوصل إلى اتفاق مبدئي يقضي بوقف إطلاق النار في جرمانا وأشرفية صحنايا بريف دمشق.

وكانت السلطات السورية ذكرت أمس أنها نشرت قواتها في بلدة صحنايا قرب دمشق لضمان "فرض الأمن"، وتعهدت بـ"حماية" جميع المكونات بمن فيهم الدروز، بعيد اشتباكات على خلفية طائفية أسفرت عن مقتل قرابة 40 شخصاً خلال يومين، تدخلت فيها إسرائيل بضربات جوية.

مقتل 15 مسلحا درزيا بكمين أمني

قتل 15 مسلحاً درزياً في الأقل أمس الأربعاء، جراء "كمين" تعرضوا له أثناء توجههم إلى ريف دمشق، وفق ما أورد "المرصد السوري لحقوق الإنسان" اليوم الخميس.

وقال المرصد إن "القتلى وقعوا في كمين نفذته قوات تابعة لوزارتي الداخلية والدفاع ومسلحون مرتبطون بها"، بينما كانوا في طريقهم إلى بلدة صحنايا التي شهدت اشتباكات دامية أمس الأربعاء.

وأفادت شبكة "السويداء 24" المحلية للأنباء بمقتل "ثلة من أبناء الجبل، على طريق دمشق- السويداء، بكمين غادر".

وطالب رئيس طائفة الموحدين الدروز الشيخ حكمت الهجري اليوم الخميس بتدخل "قوات دولية لحفظ السلم" في سوريا، مندداً بـ"هجمة إبادة غير مبررة" ضد أبناء طائفته، على خلفية اشتباكات ذات طابع طائفي في منطقتين يقطنهما دروز.

ووصف الهجري الذي يعد أبرز القادة الروحيين لدروز سوريا في بيان ما شهدته منطقتا جرمانا وصحنايا قرب دمشق بـ"هجمة إبادة غير مبررة"، ضد "آمنين في بيوتهم".

وقال رئيس الطائفة إن "القتل الجماعي الممنهج" يتطلب "وبصورة فورية أن تتدخل القوات الدولية لحفظ السلم، ولمنع استمرار هذه الجرائم ووقفها بصورة فورية".

وأوقع يومان من اشتباكات ذات طابع طائفي داخل سوريا 73 قتيلاً في الأقل، العدد الأكبر منهم مقاتلون دروز، وفق حصيلة أوردها "المرصد السوري لحقوق الإنسان" اليوم الخميس.

وأحصى المرصد السوري مقتل 30 عنصراً من قوات الأمن ومقاتلين تابعين لوزارة الدفاع، في مقابل 15 مسلحاً درزياً ومدني واحد، قتلوا جميعهم يومي الثلاثاء والأربعاء الماضيين نتيجة الاشتباكات في منطقتي جرمانا وصحنايا قرب دمشق، كذلك قتل في محافظة السويداء (جنوب) 27 مسلحاً درزياً، قضى 23 منهم جراء "مكمن" على طريق السويداء- دمشق أمس الأول الأربعاء.

ونددت فرنسا الخميس بـ"العنف الطائفي القاتل في حق الدروز داخل سوريا"، داعية كل الأطراف السورية والإقليمية ومن بينها إسرائيل إلى وقف المواجهات، في بيان لوزارة الخارجية.

وجاء في البيان "تدعو فرنسا كل الأطراف السورية والإقليمية إلى وقف المواجهات، وتدعو السلطات السورية إلى بذل كل الجهود لإعادة الهدوء". ودعا البيان "إسرائيل إلى عدم القيام بأعمال أحادية الجانب من شأنها مفاقمة التوتر الطائفي في سوريا".

ضربة إسرائيلية دفاعاً عن الدروز السوريين

قتل شخصان جراء غارة شنتها إسرائيل على منطقة صحنايا قرب دمشق أثناء اشتباكات بين مسلحين مرتبطين بالسلطات وآخرين من الدروز.

وقال محافظ ريف دمشق عامر الشيخ خلال مؤتمر صحافي "قام طيران الاحتلال الإسرائيلي خلال هذه العملية باستهداف إحدى دوريات الأمن، مما أدى إلى مقتل أحد عناصرها وأحد أهالي بلدة أشرفية صحنايا" وجرح آخرين.

وذكرت إسرائيل أنها نفذت ضربة ضد "متطرفين" هاجموا الدروز في سوريا، وفاء بتعهدها حماية هذه الأقلية مع انتشار العنف في مناطق الدروز قرب دمشق أمس.

وأكد بيان لوزارة الخارجية السورية رفض البلاد "القاطع لجميع أشكال التدخل الخارجي في شؤونها الداخلية"، من دون ذكر إسرائيل.

وشدد البيان على التزام البلاد "الراسخ حماية جميع مكونات الشعب السوري من دون استثناء بما في ذلك أبناء الطائفة الدرزية الكريمة".

وهذه هي المرة الأولى التي تعلن فيها إسرائيل عن عمل عسكري لدعم الدروز السوريين منذ الإطاحة ببشار الأسد، مما يشكل تحدياً إضافياً لجهود الرئيس أحمد الشرع في بسط سيطرته على البلاد.

ونقلت هيئة البث الإسرائيلية أن "الهجوم نفذ بواسطة طائرة مسيّرة أطلقت صاروخاً باتجاه مبنى كان مسلحون داخله، يعتقد بأنهم كانوا يستعدون لاستهداف السكان الدروز".

وأعلن الجيش الإسرائيلي إجلاء ثلاثة جرحى من السوريين الدروز لتلقي العلاج الطبي في إسرائيل.