اتحاد العالم الإسلامي
اتحاد العالم الإسلامي

165 قتيلا بهجمات لـ«الدعم السريع» على دارفور في 10 أيام.. والأمم المتحدة: «الوضع كارثي» غرب السودان

نازحون فروا من مخيم زمزم للنازحين داخلياً بعد سقوطه تحت سيطرة قوات "الدعم السريع"
خالد الحويطي -

قتل 165 مدنياً في الأقل بهجمات شنتها قوات "الدعم السريع" خلال الأيام الـ10 الأخيرة على مدينة الفاشر التي تحاصرها في إقليم دارفور في غرب البلاد، وفق ما أفاد به نشطاء أمس الأربعاء.

قوات "الدعم السريع" التي تخوض حرباً في مواجهة الجيش السوداني منذ أبريل 2023، دكت مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، بأكثر من 750 قذيفة "هاون وراجمات ودبابات ومدافع ثقيلة"، وفق تنسيقية لجان المقاومة في الفاشر، وهي مجموعة تطوعية تنشط في تنسيق المساعدات في السودان.

وقالت التنسيقية إن حصيلة القتلى وثقتها "المرافق الصحية التي استقبلت الجرحى والضحايا" الذين سقطوا، في ما وصفته بأنه "مجزرة دموية في حق مدينة الفاشر وسكانها العزل".

ولفتت التنسيقية إلى أن شهادات ميدانية لديها تشير إلى أن "أعداد الشهداء الفعلية تفوق ذلك بكثير، إذ سقط كثيرون على الفور في مواقع القصف ولم يتمكن أحد من نقلهم إلى المستشفيات".

في الأسابيع الأخيرة، كثف مقاتلو قوات "الدعم السريع" هجماتهم على الفاشر التي تعد آخر مدينة كبرى في إقليم دارفور (غرب) ما زال الجيش يسيطر عليها، في حين تحذر الأمم المتحدة ومراقبون دوليون من فظائع قد تكون ترتكب على نطاق واسع.

قلق أممي ممن "الوضع الكارثي"

أعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش عن "الصدمة" حيال الوضع "الكارثي" في دارفور غرب السودان حيث تتواصل "الهجمات الدامية"، بحسب ما أعلن أمس الأربعاء أحد المتحدثين باسمه.

وقال فرحان حق للصحافيين إن جوتيريش "يشعر بالصدمة حيال الوضع الكارثي أكثر فأكثر في ولاية شمال دارفور السودانية، في ظل تواصل الهجمات الدامية على عاصمتها الفاشر".

وهذه المدينة محاصرة من قوات "الدعم السريع" بقيادة محمد حمدان دقلو، التي تحارب الجيش السوداني بقيادة عبدالفتاح البرهان منذ سنتين.

وبعد استعادة الجيش للعاصمة السودانية الخرطوم في مارس ، كثفت قوات "الدعم السريع" هجماتها على دارفور، في مسعى إلى تعزيز سيطرتها على المنطقة، واستولت خصوصاً على مخيم زمزم للاجئين بالقرب من الفاشر الذي بات شبه خال.

وبعد اضطرار أكثر من 400 ألف شخص إلى الفرار من المخيم، أعرب أنطونيو غوتيريش عن قلقه أيضاً في ضوء معلومات تفيد بحالات "مضايقة وتخويف واحتجاز تعسفي لنازحين في نقاط تفتيش".

"مجازر" في أم درمان

أشار فرحان حق إلى تقارير عن "مجازر" ارتكبت خلال الأيام الأخيرة في أم درمان بولاية الخرطوم، مؤكداً أن "الحاجات هائلة" في وضع كهذا.

وأعلنت الأمم المتحدة أن برنامج الأغذية العالمي وزع مواد غذائية في "وسط مدينة الخرطوم، للمرة الأولى منذ اندلاع النزاع قبل سنتين".

وأسفرت الحرب التي اندلعت في الـ15 من أبريل 2023 بين الجيش بقيادة عبدالفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة نائبه السابق محمد حمدان دقلو، عن سقوط عشرات آلاف القتلى وعن أكثر من 13 مليون نازح ولاجئ، وأغرقت البلاد البالغ عدد سكانها 50 مليون نسمة في أزمة إنسانية حادة بحسب الأمم المتحدة.

النزاع الذي دخل عامه الثالث قسم السودان بين معسكر الجيش الذي يسيطر على الشمال والشرق والوسط، ومعسكر قوات "الدعم السريع" التي تسيطر على نحو شبه كامل على دارفور وأنحاء من الجنوب.

ووفق تقرير مدعوم من الأمم المتحدة، تضرب المجاعة خمس مناطق في السودان، بما فيها مخيما زمزم وأبوشوك وأنحاء في جنوب البلاد.