اتحاد العالم الإسلامي
اتحاد العالم الإسلامي

الشيخ أحمد تركى يكتب: عقلية الوفرة و عقلية الندرة

-

هما مفهومان سائدان في حياتنا (ذكرهما ستيفن كوفي في كتابه العادة الثامنة)
ومعرفتهما قد تساهم في تغيير حياتنا للأفضل ...

(عقلية الندرة.Scarcity Thinking)

(وعقلية الوفرة. Abundance Thinking)

عقلية الوفرة :
هي أن تؤمن أن هناك فرصاً تكفي الجميع و خيرًا يكفي الجميع في هذه الدنيا ...
فلست بحاجة أن تخسر أحداً أو تؤذي أحداً حتى تكسب أنت بخسارته ! ... فهناك قوت فى الكون يكفي الجميع.
قال تعالى : وَمَا مِن دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا ۚ كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ (6) سورة هود.

عقلية الندرة و الشح :
هي أن تؤمن أن الخير والفرص محدودة (اللقمة واحدة إما أن تأكلها أنت أو يأتي احد غيرك ليأكلها)؛ و لابد أن يكون هناك فائز وخاسر !! ... فالحياة كلها صراع و حرب على الفرصة الواحدة !

و السؤال : أي عقلية يمكن أن تجعلك تعيش بهدوء و طمأنينة و سلام ؟
والجواب بوضوح :
( عقلية الوفرة ) لأن الخير والرزق موجود للجميع ..

والذين يفكرون بعقلية الندرة :
- يخشون نجاح الآخرين .
- يخشون مدح الناس للآخرين.
- لا يشارك غيره في معلومات و لا معرفة ، لأنه يظن أن غيره إذا نجح فهو خاسر حتماً !
- يخشى تعليم الناس كيف نجح ؟ و كيف تطور ؟ ويعيش خوفاً دائما من غيره أن يأخذ مكانه ...

أما الذين يفكرون بعقلية الوفرة :
- تجده هادئا مطمئناً.
- لا تهدده نجاحات الآخرين ، بل يفرح بنجاحاتهم و يثني عليهم.
- يشارك الناس تجاربه و معرفته و معلوماته.

و باختصار :
هناك شخصيات تفكر بعقلية "الوفرة" فترى كل شيئا حولها متعدداًو كثيراً، و آخرون أشغلتهم "الندرة" فتجدهم في قلق دائم و توتر ...

و من يفكر بعقلية "الوفرة" يرى دائماً أن الفرص كثيرة و متكررة ، أما من يفكر بعقلية "الندرة" فهو يرى أن ضياع الفرصة يعني ضياع مستقبله ...

و غالباً ما يفكر الحاسد بعقلية الندرة ، لأنه ينظر إلى الفرص التي تأتي للآخرين و كأنها الفرصة الأخيرة ، أو أنها سبباً في ضياع فرصته ، فيبدأ بالحسد و البغض ... بينما من يفكر بعقلية الوفرة فهو يسأل الله الرزق الوفير و البركة للجميع ...

إن من يفكر بعقلية الوفرة تجد الحياة والعمل معه متعة و طمأنينة فهو يسعى لمنفعة الجميع ...
بينما صاحب الندرة تجده يسعى لصالح نفسه وحسب ، -إنه أناني الطباع بخيل العواطف والعطايا ...

و أحياناً و بدون أن نشعر قد نفكر بعقلية الندرة و الحل : أن نرفع من مستوى إيماننا لندرك أن الأرزاق قد وزعت بالعدل ، ولن يموت الانسان قبل ان يأخذ كامل رزقه الذي كتبه الله له فيجب ان ندعو لأنفسنا و للآخرين بالبركة وسعة الرزق.
ولقد صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم حينما كان يناجى ربه صبحاً ومساءً
" اللهُمَّ مَا أَصْبَحَ بِي مِنْ نِعْمَةٍ أَوْ بِأَحَدٍ مِنْ خَلْقِكَ، فَمِنْكَ وَحْدَكَ لَا شَرِيكَ لَكَ، فَلَكَ الْحَمْدُ وَلَكَ الشُّكْرُ.
والله الموفق والمستعان.