اتحاد العالم الإسلامي
اتحاد العالم الإسلامي

ما الفرق بين كلمة المسيح في عيسى ابن مريم والدجال؟

هاجر نصير -

يحتفل الأخوة المسيحيين بعيد ميلاد السيد المسيح، ويتبادر إلى الذهن سؤال: لماذا سمي المسيح مسيحا؟ وما الفرق بين المسيح عيسى ابن مريم والمسيح الدجال؟

الفرق بين المسيح عيسى بن مريم والمسيح الدجال يتم التمييز بشكل واضح في الأديان السماوية، وخاصة في الإسلام، يرمز المسيح عيسى بن مريم (عليه السلام) إلى الشخصية النبيلة والمقدسة في الإسلام، وهو أحد الأنبياء البشر الذين أرسلهم الله لتوجيه البشرية.

أما المسيح الدجال، فيعتبر في الإسلام شخصية شريرة كاذبة، يظهر المسيح الدجال قبل يوم القيامة كشخص يدعي النبوة ويدّعي أنه إله، وسيحاول أن يضلل الناس ويجرهم للتفرقة والفساد، يتم وصف المسيح الدجال في الأحاديث النبوية بأنه يحمل علامات خاصة، مثل وجود كلمة "كافر" مكتوبة بين عينيه.

وقيل إن السيد المسيح عليه السلام سمي مسيحا: لأنه مسح بالبركة، وقيل: لأنه خرج من بطن أمه ممسوحا بالدهن، وقيل مسحه جبريل بجناحه حتى لم يكن للشيطان عليه سبيل، وقيل: لأنه كان مسيح القدم لا أخمص له.

بينما سمي الدجال مسيحا لأنه كان ممسوح إحدى العينين، وقيل: لأنه يمسح الأرض في أربعين يومًا.. والقول الأول هو الراجح، لما جاء في الحديث الذي رواه مسلم عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الدَّجَّالُ مَمْسُوحُ الْعَيْنِ مَكْتُوبٌ بَيْنَ عَيْنَيْهِ كَافِرٌ.. ".

الأحاديث الصحيحة في صفات المسيح الدجال:

1- عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " بَيْنَا أَنَا نَائِمٌ رَأَيْتُنِي أَطُوفُ بِالْكَعْبَةِ فَإِذَا رَجُلٌ آدَمُ سَبْطُ الشَّعَرِ بَيْنَ رَجُلَيْنِ يَنْطُفُ رَأْسُهُ مَاءً فَقُلْتُ مَنْ هَذَا قَالُوا ابْنُ مَرْيَمَ. فَذَهَبْتُ أَلْتَفِتُ فَإِذَا رَجُلٌ أَحْمَرُ جَسِيمٌ جَعْدُ الرَّأْسِ أَعْوَرُ الْعَيْنِ الْيُمْنَى كَأَنَّ عَيْنَهُ عِنَبَةٌ طَافِيَةٌ قُلْتُ مَنْ هَذَا قَالُوا هَذَا الدَّجَّالُ، أَقْرَبُ النَّاسِ بِهِ شَبَهًا ابْنُ قَطَنٍ “ رواه البخاري”.

2- وعن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر الدجال بين ظهراني الناس فقال: " إِنَّ اللَّهَ لَيْسَ بِأَعْوَرَ، أَلا إِنَّ الْمَسِيحَ الدَّجَّالَ أَعْوَرُ الْعَيْنِ الْيُمْنَى كَأَنَّ عَيْنَهُ عِنَبَةٌ طَافِيَةٌ.. “ رواه البخاري”.

3- وفي الحديث الطويل الذي رواه النواس بن سمعان رضي الله عنه قال: " ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم الدجال ذات غَدَاةٍ فَخَفَّضَ فِيهِ وَرَفَّعَ حَتَّى ظَنَنَّاهُ فِي طَائِفَةِ النَّخْلِ.. " فقال في وصف الدجال: " إِنَّهُ شَابٌّ قَطَطٌ - شديد جعودة الشعر- عَيْنُهُ طَافِئَةٌ كَأَنِّي أُشَبِّهُهُ بِعَبْدِ الْعُزَّى بْنِ قَطَنٍ “ رواه مسلم”.

4- وعن عبادة بن الصامت رضي الله عنه: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إِنِّي قَدْ حَدَّثْتُكُمْ عَنْ الدَّجَّالِ حَتَّى خَشِيتُ أَنْ لا تَعْقِلُوا، إِنَّ مَسِيحَ الدَّجَّالِ رَجُلٌ قَصِيرٌ أَفْحَجُ جَعْدٌ أَعْوَرُ مَطْمُوسُ الْعَيْنِ لَيْسَ بِنَاتِئَةٍ وَلا حَجْرَاءَ فَإِنْ أُلْبِسَ عَلَيْكُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّ رَبَّكُمْ لَيْسَ بِأَعْوَرَ " رواه أبو داود، والحديث صحيح (صحيح الجامع الصغير).

5- وفي حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ".. وَأَمَّا مَسِيحُ الضَّلالَةِ فَإِنَّهُ أَعْوَرُ الْعَيْنِ أَجْلَى الْجَبْهَةِ عَرِيضُ النَّحْرِ فِيهِ دَفَأٌ - إنحناء -.. “ رواه أحمد ”.

6- وفي حديث حذيفة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " الدَّجَّالُ أَعْوَرُ الْعَيْنِ الْيُسْرَى، جُفَالُ الشَّعَرِ - كَثِيرُهُ - مَعَهُ جَنَّةٌ وَنَارٌ فَنَارُهُ جَنَّةٌ وَجَنَّتُهُ نَارٌ “ رواه مسلم ”.

7- وفي حديث أنس رضي الله عنه: قال النبي صلى الله عليه وسلم: " مَا بُعِثَ نَبِيٌّ إِلا أَنْذَرَ أُمَّتَهُ الأَعْوَرَ الْكَذَّابَ أَلا إِنَّهُ أَعْوَرُ وَإِنَّ رَبَّكُمْ لَيْسَ بِأَعْوَرَ وَإِنَّ بَيْنَ عَيْنَيْهِ مَكْتُوبٌ كَافِرٌ " رواه البخاري برقم 6598، وفي رواية: " وَمَكْتُوبٌ بَيْنَ عَيْنَيْهِ ك ف ر " مسلم)، وفي رواية عن حذيفة: " يَقْرَؤُهُ كُلُّ مُؤْمِنٍ كَاتِبٍ وَغَيْرِ كَاتِبٍ “ مسلم”.