اتحاد العالم الإسلامي
اتحاد العالم الإسلامي
رئيس مجلس الإدارة د. محمد أسامة هارون رئيس التحرير محمود نفادي

شركة ”إنسيليكو ميديسين” تحرز تقدما في تجاربها السريرية لدواء علاج مرض التليف الرئوي

نجحت شركة "إنسيليكو ميديسين"، وهي شركة متخصّصة في مجال التكنولوجيا الحيوية بادرت إلى تطوير منصّة قائمة على الذكاء الاصطناعي لابتكار الأدوية، في إدارة عملية تصنيع الدواء الأول في العالم باستخدام الذكاء الاصطناعي بالكامل والذي بات اليوم في مرحلة التجارب السريرية المتقدّمة، وذلك من مقرّها في "مدينة مصدر" المجمع الحضري المستدام الرائد في أبوظبي والمركز العالمي للأعمال والتكنولوجيا.

وبالرغم من أنّ تقنيات الذكاء الاصطناعي قد لعبت لغاية اليوم دوراً بارزاً في تصنيع العديد من المستحضرات الصيدلانية، يُعدّ الدواء الجديد من إنتاج شركة "إنسيليكو ميديسين"، والذي سيسهم في علاج مرض التليّف الرئوي المميت مجهول الأسباب، الدواء الأول على الإطلاق الذي يجري تصنيعه بالكامل باستخدام الذكاء الاصطناعي، بدءاً من المناطق التي يستهدفها العلاج وصولاً إلى تركيبته الطبية الفريدة.

وقال الدكتور أليكس زافورونكوف، الرئيس التنفيذي لشركة "إنسيليكو ميديسين" والخبير في طبّ إطالة العمر، إن ابتكار هذا الدواء المصنّع بالكامل باستخدام الذكاء الاصطناعي يعد إنجازاً بارزاً بالنسبة للشركة وللقطاع الطبي بشكل عام، حيث بات بإمكاننا الاستفادة من الذكاء الاصطناعي لتصنيع أدوية لمعالجة الأمراض المستجدّة التي قد تؤدي إلى الوفاة، وذلك عبر استخدام طرق وأساليب لم يجرِ تطبيقها من قبل وأكثر من ذلك بكثير بسرعة عالية وكفاءة ملحوظة.

وأضاف أن الشركة اليوم في صدد النظر أيضاً في إمكانية تطبيق تقنيات الذكاء الاصطناعي في مجالات أخرى كالتغير المناخي على سبيل المثال، مبديا تطلع الشركة للاستفادة القصوى من الذكاء الاصطناعي التوليفي، لإطالة عمر الإنسان وضمان استمرارية الجنس البشري.

تجدر الإشارة إلى أنّ التليّف الرئوي المميت مجهول الأسباب، والمعروف باختصار "آي بي إف"، هو مرض نادر يؤدي إلى ظهور تدريجي لندبات واضحة في الرئتين، علماً أنّه لم يتمّ التوصّل بعد إلى علاجٍ شافٍ له بالكامل بالرغم من وجود عدد محدود من العلاجات اليوم، وتشير التقديرات إلى أنّ ما يصل إلى 60 مليون شخص في منطقة الشرق الأوسط معرّضون لخطر الإصابة بأمراض الجهاز التنفسي، بما في ذلك التليّف الرئوي.

وبادر علماء "إنسيليكو ميديسين" إلى استخدام منصّة الذكاء الاصطناعي الخاصّة بالشركة لتحديد هدف بيولوجي جديد أو بروتين يمكن منع ظهوره باستخدام دواء محدّد، لوقف تطوّر مرض التليف الرئوي المميت مجهول الأسباب أو القضاء عليه بالكامل.

ويشير البحث الذي نشره علماء الشركة مؤخراً في المجلة العلمية "نيتشر بيوتيكنولوجي" إلى كيفية تركيز منصّة "إنسيليكو ميديسين" للذكاء الاصطناعي على دراسة الصلة القائمة بين التليف الرئوي والشيخوخة والتي قد ساهمت في التوصّل إلى هذا الاكتشاف الرائد.

ويتمّ اليوم إجراء تجربتين سريريتين في المرحلة الثانية "أ" للدواء المصنّع بالكامل باستخدام الذكاء الاصطناعي في الولايات المتحدة الأميركية والصين، لتقييم ما إذا كان هذا الدواء آمناً وفعّالاً في تحسين وظيفة الرئتين.

وتعمل شركة "إنسيليكو ميديسين" حالياً على تطوير أكثر من 30 دواءً باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي، بما في ذلك سبعة أدوية في مرحلة الاختبارات السريرية، علماً أنّ عدداً من هذه الأدوية قد حصل على الترخيص من شركات أدوية رائدة بما فيها "سانوفي" و"ميناريني" و"إكسيليكسيس".

ويعمل فريق "إنسيليكو ميديسين" القائم في مدينة مصدر في دولة الإمارات العربية المتحدة اليوم على إجراء المزيد من الأبحاث لتطوير منصّة الشركة القائمة على الذكاء الاصطناعي والمعروفة بـ "فارما.إيه آي"، بما في ذلك دمج نماذج معالجة اللغات الضخمة والحوسبة الكمية.

وقال ستيف سيفيرانس مدير إدارة النمو في مدينة "مصدر": تُعدّ "إنسيليكو ميديسين" واحدة من العديد من شركات علوم الحياة القائمة في مدينة "مصدر"، والتي تسعى إلى تحقيق رؤيتها المتمثلة في بناء مستقبل مستدام قائم على أعلى معايير الصحة، وهو بالتحديد الهدف الذي نطمح إلى تحقيقه من خلال منظومتنا المتكاملة في مدينة "مصدر"، لدفع عجلة النمو قدماً وتعزيز سُبُل التعاون وابتكار الحلول الرائدة التي من شأنها أن تضمن مستقبلاً مستداماً للجميع.

وأشار في هذا الصدد إلى شركة "سيكوند سيل بايو" التي تستفيد من هندسة الخلايا لتعزيز قدرتها على ابتكار الأدوية الجديدة على نطاق واسع، وذلك من مقرّها على بُعد أمتار قليلة من مختبر شركة "إنسيليكو ميديسين" في مدينة "مصدر".

وكانت مدينة "مصدر" قد وقّعت سابقاً خلال هذا العام مذكرة تفاهم مع دائرة الصحة في أبوظبي وشركتين متخصّصتين في مجال التكنولوجيا الحيوية، وهما "إكس لايف ساينسس" و"ثيرمو فيشر ساينتيفيك"، في إطار استراتيجيتها الرامية إلى تحقيق النمو والتحفيز على الابتكار ضمن قطاع علوم الحياة في إمارة أبوظبي.